مَجِيء الْيَهُود استدعاء الْيَهُود وحضوره عِنْده ونقلهم إِيَّاهَا وَإِنَّمَا شكّ فِيمَا نَقله مِنْهَا فَأحب تَصْحِيحه
قَالَ عبيد الله بن جِبْرَائِيل وَهَذَا مِمَّا يشْهد فِيهِ الْعقل لِأَن فيلدلفوس الْملك لَو لم يشك فِي نَقله لما احتاط هَذَا الِاحْتِيَاط الْمَذْكُور وحرص هَذَا الْحِرْص على حفظ هَذَا النَّقْل وَلَوْلَا اتهامه لنقله لما كَانَ هُنَا مَا يُوجب هَذَا الِاحْتِيَاط لِأَن من قلدهم فِي الأول كَانَ أَحْرَى أَن يقلدهم فِي الثَّانِي وَلما أحب أَن يمْتَحن مَا فسره فعل مَا فعل وقابل عَلَيْهِ وَصَححهُ
وَمن هَهُنَا وَجب أَن تَارِيخ اليونانيين أصح التواريخ أَعنِي تَارِيخ التَّوْرَاة والأنبياء الَّتِي عِنْدهم
وَكَانَت مُدَّة هَذَا الْملك فيلدلفوس فِي المملكة ثَمَانِي وَثَلَاثِينَ سنة وَهُوَ الْملك الثَّالِث من الْإِسْكَنْدَر
على أَن تَارِيخ الْإِسْكَنْدَر مُنْذُ قَتله دَارا وَهُوَ أَن مُدَّة ملكه تكون سِتّ سِنِين وَمِنْه يُؤْخَذ تواريخ اليونانيين فَتكون مُدَّة ملك اليونانيين من الْإِسْكَنْدَر وَإِلَى أول ملك الرّوم الَّذين لقبهم قَيْصر مِائَتَيْنِ واثنتين وَسبعين سنة
وَأول مُلُوك الرّوم الَّذين لقبهم قَيْصر يوليوس جايوس قَيْصر وَكَانَت مدَّته فِي المملكة أَربع سِنِين وشهرين
وَملك بعده أغوسطوس قَيْصر وَكَانَت مدَّته سِتّ وَخمسين سنة وَسِتَّة أشهر
وَفِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين من ملكه ولد الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام فِي بَيت لحم
فَجَمِيع سني الْعَالم من آدم وَإِلَى مولد الْمَسِيح خَمْسَة آلَاف وَخَمْسمِائة وَأَرْبع سِنِين
وَملك بعده طيباريوس قَيْصر ثَلَاثًا وَعشْرين سنة وَفِي سنة خمس عشرَة من ملكه اعْتمد الْمَسِيح فِي الْأُرْدُن بيد يوحنا المعمدان
وَفِي سنة تسع عشرَة صلب رفع وَذَلِكَ فِي يَوْم الْجُمُعَة الرَّابِع وَالْعِشْرين من آذار وانبعث حَيا يَوْم الْأَحَد السَّادِس وَالْعِشْرين من آذار وَبعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا صعد إِلَى السَّمَاء بمشهد من الحواريين
ثمَّ ملك بعده يوليوس جايوس الآخر أَربع سِنِين وَقتل فِي بلاطه وَملك بعده قلوديوس جرمانيقوس قَيْصر أَربع عشرَة سنة
ثمَّ ملك بعده نارون بن قلوذيوس قَيْصر ثَلَاث عشرَة سنة ثمَّ أندرونيقوس أَربع عشرَة سنة وَهُوَ الَّذِي قتل بطرس وبولس فِي السجْن لِأَنَّهُ ارْتَدَّ إِلَى عبَادَة الْأَصْنَام وَكفر بعد الْإِيمَان وَقتل وَهُوَ مَرِيض