الأندلس سنة سِتِّينَ وثلثمائة وخدم بالطب الْمُسْتَنْصر بِاللَّه والمؤيد بِاللَّه وَكَانَ قبل أَن يتطبب مؤدبا بِالْحِسَابِ والهندسة وَله فِي التكسير كتاب حسن
قَالَ القَاضِي صاعد وَأَخْبرنِي أَبُو عُثْمَان سعيد بن مُحَمَّد بن البعوش الطليطلي أَنه لم يلق فِي قرطبة أَيَّام طلبه فِيهَا من يلْحق بِمُحَمد بن عبدون الْجبلي فِي صناعَة الطِّبّ وَلَا يجاريه فِي ضَبطهَا وَحسن دربته فِيهَا وَأَحْكَامه لغوامضها
ولمحمد بن عبدون من الْكتب كتاب فِي التكسير
عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَق بن الْهَيْثَم
من أَعْيَان أطباء الأندلس وفضلائها وَكَانَ من أهل قرطبة
وَله من الْكتب كتاب الْكَمَال والتمام فِي الْأَدْوِيَة المسهلة والمقيئة
كتاب الِاقْتِصَار والإيجاد فِي خطا ابْن الجزار فِي الِاعْتِمَاد
كتاب الِاكْتِفَاء بالدواء من خَواص الْأَشْيَاء صنفه للحاجب الْقَائِد أبي عَامر مُحَمَّد بن أبي عَامر
كتاب السمائم
ابْن جلجل
هُوَ أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن حسان يعرف بِابْن جلجل وَكَانَ طَبِيبا فَاضلا خَبِيرا بالمعالجات جيد التَّصَرُّف فِي صناعَة الطِّبّ
وَكَانَ فِي أَيَّام هِشَام الْمُؤَيد بِاللَّه
وخدمه بالطب وَله بَصِيرَة واعتناء بقوى الْأَدْوِيَة المفردة وَقد فسر أَسمَاء الْأَدْوِيَة المفردة من كتاب ديسقوريدس الْعين زَرْبِي وأفصح عَن مكنونها وأوضح مستغلق مضمونها وَهُوَ يَقُول فِي أول كِتَابه هَذَا إِن كتاب ديسقوريدس ترْجم بِمَدِينَة السَّلَام فِي الدولة العباسية فِي أَيَّام جَعْفَر المتَوَكل وَكَانَ المترجم لَهُ اصطفن بن بسيل الترجمان من اللِّسَان اليوناني إِلَى اللِّسَان الْعَرَبِيّ وتصفح ذَلِك حنين بن إِسْحَق المترجم فصحح التَّرْجَمَة وأجازها فَمَا علم اصطفن من تِلْكَ الْأَسْمَاء اليونانية فِي وقته لَهُ اسْما فِي اللِّسَان الْعَرَبِيّ فسره بِالْعَرَبِيَّةِ وَمَا لم يعلم لَهُ فِي اللِّسَان الْعَرَبِيّ اسْما تَركه فِي الْكتاب على اسْمه اليوناني اتكالا مِنْهُ على أَن يبْعَث الله بعده من يعرف ذَلِك ويفسره بِاللِّسَانِ الْعَرَبِيّ إِذْ التَّسْمِيَة لَا تكون بالتواطؤ من أهل كل بلد على أَعْيَان الْأَدْوِيَة بِمَا رَأَوْا وَأَن يسموا ذَلِك إِمَّا باشتقاق وَإِمَّا بِغَيْر ذَلِك من تواطئهم على التَّسْمِيَة فاتكل اصطفن على شخوص يأْتونَ بعده مِمَّن قد عرف أَعْيَان الْأَدْوِيَة الَّتِي لم يعرف هُوَ لَهَا اسْما فِي وقته فيسميها على قدر مَا سمع فِي ذَلِك الْوَقْت فَيخرج إِلَى الْمعرفَة
قَالَ ابْن جلجل وَورد هَذَا الْكتاب إِلَى الأندلس وَهُوَ على تَرْجَمَة اصطفن مِنْهُ مَا عرف لَهُ اسْما بِالْعَرَبِيَّةِ وَمِنْه مَا لم يعرف لَهُ اسْما
فَانْتَفع النَّاس بِالْمَعْرُوفِ مِنْهُ بالمشرق وبالأندلس إِلَى أَيَّام النَّاصِر عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد وَهُوَ يَوْمئِذٍ صَاحب الأندلس
فكاتبه أرمانيوس الْملك ملك قسطنطينية