طَبَقَات الْأَطِبَّاء اليونانيين الَّذين أذاع أبقراط فيهم صناعَة الطِّبّ
[أبقراط]
ولنبتدئ أَولا بِذكر شَيْء من أَخْبَار أبقراط على حيالها وَمَا كَانَ عَلَيْهِ من التأييد الإلهي وَنَذْكُر بعد ذَلِك جملا من أَمر الْأَطِبَّاء اليونانيين الَّذين أذاع أبقراط فيهم هَذِه الصِّنَاعَة وَإِن لم يَكُونُوا من نسل أسقليبيوس فَنَقُول
أَن أبقراط على مَا تقدم ذكره وَهُوَ السَّابِع من الْأَطِبَّاء الْكِبَار الْمَذْكُورين الَّذين أسقليبيوس أَوَّلهمْ
وأبقراط هُوَ من أشرف أهل بَيته وَأَعْلَاهُمْ نسبا وَذَلِكَ على مَا وجدته فِي بعض الْمَوَاضِع المنقولة من اليوناني أَنه أبقراط بن أيراقليدس بن أبقراط بن غنوسيديقوس بن نبروس بن سوسطراطس بن ثاوذروس بن قلاوموطاداس بن قريساميس الْملك فَهُوَ بالطبع الشريف الْفَاضِل نسبا لِأَنَّهُ التَّاسِع من قرياسميس الْملك وَالثَّامِن عشر من أسقليبيوس وَالْعشْرُونَ من زاوس
وَأمه فركسيثا بنت فيناريطي من بَيت أيراقليس
فَهُوَ من جِنْسَيْنِ فاضلين لِأَن أَبَاهُ من آل أسقليبيوس وَأمه من آل أيراقليس
وَتعلم صناعَة الطِّبّ من أَبِيه أيراقليدس وَمن جده أبقراط وهما أسرا إِلَيْهِ أصُول صناعَة الطِّبّ
وَكَانَت مُدَّة حَيَاة أبقراط خمْسا وَتِسْعين سنة مِنْهَا صبي ومتعلم سِتّ عشرَة سنة وعالم معلم تسعا وَسبعين سنة
وَلما نظر أبقراط فِي صناعَة الطِّبّ وَخَافَ عَلَيْهَا أَن تنقرض عِنْدَمَا رأى أَنَّهَا قد بادت من أَكثر الْمَوَاضِع الَّتِي كَانَ أسقليبيوس الأول أسس فِيهَا التَّعْلِيم