شمس الدّين بن هُبل
هُوَ شمس الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مهذب الدّين أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن هُبل مولده فِي يَوْم الْجُمُعَة الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة انْشِقَاق الصُّبْح قبل طُلُوع الشَّمْس
وَكَانَ مشتغلا بصناعة الطِّبّ متميزا فِي الْأَدَب وجيها فِي الدولة
وسافر إِلَى بِلَاد الرّوم وأكرمه صَاحب الرّوم الْملك الْغَالِب كيكاوس بن كيخسرو إِكْرَاما كثيرا وَبَقِي عِنْده قَلِيلا وَتُوفِّي هُنَاكَ رَحمَه الله ثمَّ حمل إِلَى الْموصل وَدفن بهَا
وَكَانَ لشمس الدّين بن هُبل ولدان من أَعْيَان الْفُضَلَاء وأكابرهم وهما فِي وقتنا هَذَا مقيمان بِمَدِينَة الْموصل
كَمَال الدّين بن يُونُس
هُوَ كَمَال الدّين أَبُو عمرَان مُوسَى بن يُونُس بن مُحَمَّد بن مَنْعَة عَلامَة زَمَانه وأوحد أَوَانه وقدوة الْعلمَاء وَسيد الْحُكَمَاء
قد اتقن الْحِكْمَة وتميز فِي سَائِر الْعُلُوم
وَكَانَ عَظِيما فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة وَالْفِقْه
وَكَانَ مدرسا فِي الْمدرسَة بالموصل وَيقْرَأ الْعُلُوم بأسرها من الفلسفة والطب والتعاليم وَغير ذَلِك
وَله مصنفات فِي نِهَايَة الْجَوْدَة
وَلم يزل مُقيما بِمَدِينَة الْموصل إِلَى أَن توفّي إِلَى رَحْمَة الله
حَدثنِي القَاضِي نجم الدّين عمر بن مُحَمَّد بن الكريدي قَالَ وَكَانَ ورد إِلَى الْموصل كتاب الْإِرْشَاد للعميدي وَهُوَ يشْتَمل على قُوَّة من خلاف علم الجدل وَهُوَ الَّذِي يسمونه الْعَجم جست أَي الشطار
فَلَمَّا احضر إِلَى الشَّيْخ كَمَال الدّين بن يُونُس نظر فِيهِ وَقَالَ علم مليح مَا قصر فِيهِ مُؤَلفه وَبَقِي عِنْده يَوْمَيْنِ حَتَّى حرر جَمِيع مَعَانِيه
ثمَّ أَنه أقرأه الْفُقَهَاء وَشرح لَهُم فِيهِ أَشْيَاء مَا ذكرهَا أحد سواهُ
وَقيل إِن كَمَال الدّين بن يُونُس كَانَ يعرف علم السيمياء من ذَلِك
حَدثنِي أَيْضا القَاضِي نجم الدّين بن الكريدي قَالَ حَدثنِي القَاضِي جلال الدّين الْبَغْدَادِيّ تلميذ كَمَال الدّين بن يُونُس وَكَانَ الْجلَال مُقيما عِنْد ابْن يُونُس فِي الْمدرسَة قَالَ كَانَ قد ورد إِلَى الْملك الرَّحِيم بدر الدّين لُؤْلُؤ صَاحب الْموصل من عِنْد الأنبرور ملك الفرنج وَكَانَ متفننا فِي الْعُلُوم رَسُول وَبِيَدِهِ مسَائِل فِي علم النُّجُوم وَغير ذَلِك وَقصد إِن كَمَال الدّين بن يُونُس يرد أجوبتها
فَبعث صَاحب الْموصل إِلَى ابْن يُونُس يعرفهُ بذلك وَيَقُول لَهُ أَن يتجمل فِي لبسه وزيه وَيجْعَل لَهُ مَجْلِسا بأبهة لأجل