للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

(لَيْسَ وَالله خصيب ... للَّذي بِي بطبيب)

(إِنَّمَا يعرف دأبي ... من بِهِ مثل الَّذِي بِي) الرمل

وَحدث أَيْضا مُحَمَّد بن سَلام قَالَ كَانَ خصيب الطَّبِيب نَصْرَانِيّا نبيلا فسقى مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس السفاح شربة دَوَاء وَهُوَ على الْبَصْرَة فَمَرض مِنْهَا وَحمل إِلَى بَغْدَاد فَمَاتَ بهَا وَذَلِكَ فِي أول سنة خمسين وَمِائَة

فأتهم خصيب فحبس حَتَّى مَاتَ

فَنظر فِي علته إِلَى مائَة وَكَانَ عَالما فَقَالَ قَالَ جالينوس أَن صَاحب هَذِه الْعلَّة إِذا صَار هَكَذَا مَاؤُهُ لَا يعِيش فَقيل لَهُ إِن جالينوس رُبمَا أَخطَأ فَقَالَ مَا كنت إِلَى خطئه قطّ أحْوج مني إِلَيْهِ فِي هَذَا الْوَقْت وَمَات من علته

عِيسَى الْمَعْرُوف بِأبي قُرَيْش

قَالَ إِسْحَق بن عَليّ الرهاوي فِي كتاب أدب الطَّبِيب عَن عِيسَى ابْن ماسة قَالَ أَخْبرنِي يوحنا بن ماسويه أَن أَبَا قُرَيْش كَانَ صيدلانيا يجلس على مَوضِع نَحْو بَاب قصر الْخَلِيفَة وَكَانَ دينا صَالحا فِي نَفسه وَأَن الخيزران جَارِيَة الْمهْدي وجهت بِمَائِهَا مَعَ جَارِيَة لَهَا إِلَى الطَّبِيب فَخرجت الْجَارِيَة من الْقصر فأرت أَبَا قُرَيْش المَاء فَقَالَ لَهَا هَذَا مَاء امْرَأَة حُبْلَى بِغُلَام فَرَجَعت الْجَارِيَة بالبشارة فَقَالَت لَهَا ارجعي إِلَيْهِ واستقصي الْمَسْأَلَة عَلَيْهِ

فَرَجَعت فَقَالَت لَهَا مَا قلت لَك حق وَلَكِن لي عَلَيْك الْبُشْرَى

فَقَالَت كم تريدين الْبُشْرَى قَالَ جامة فالوذج وخلعة سنية فَقَالَت لَهَا إِن كَانَ هَذَا حَقًا فقد سقت إِلَى نَفسك خير الدُّنْيَا وَنَعِيمهَا

وانصرفت

فَلَمَّا كَانَ بعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا أحست الخيزران بِالْحملِ فوجهت ببدرة دَرَاهِم وكتمت الْخَبَر عَن الْمهْدي

فَلَمَّا مَضَت الْأَيَّام ولدت مُوسَى أَخا هرون الرشيد

فَعِنْدَ ذَلِك أعلمت الْمهْدي وَقَالَت لَهُ إِن طَبِيبا على الْبَاب أخبر بِهَذَا مُنْذُ تِسْعَة أشهر

وَبلغ الْخَبَر جورجس بن جِبْرَائِيل فَقَالَ كذب ومخرقة

فَغضِبت لَهُ الخيزران وَأمرت فَاتخذ بَين يَديهَا مائَة خوان فالوذج ووجهت بذلك إِلَيْهِ مَعَ مائَة ثوب وَفرس بسرجه ولجامه

وَمَا مضى بعد ذَلِك إِلَّا قَلِيل حَتَّى حبلت بأَخيه هرون الرشيد

فَقَالَ جورجس للمهدي جرب أَنْت هَذَا الطَّبِيب فَوجه إِلَيْهِ بِالْمَاءِ فَلَمَّا نظر إِلَيْهِ قَالَ هَذَا مَاء ابْنَتي أم مُوسَى وَهِي حُبْلَى بِغُلَام آخر

فَرَجَعت الرسَالَة بذلك إِلَى الْمهْدي وَأثبت الْيَوْم عِنْده فَلَمَّا مَضَت الْأَيَّام ولدت هرون فَوجه الْمهْدي إِلَى أبي قُرَيْش فَأحْضرهُ وأقيم بَين يَدَيْهِ فَلم يزل يطْرَح عَلَيْهِ الْخلْع ويدر الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم

<<  <   >  >>