أَبُو مَنْصُور النَّصْرَانِي
كَانَ طَبِيبا مَشْهُورا عَالما حسن المعالجة والمداواة وخدم بصناعة الطِّبّ الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين ابْن أَيُّوب وَبَقِي سِنِين فِي خدمته
أَبُو النَّجْم النَّصْرَانِي
هُوَ أَبُو النَّجْم بن أبي غَالب بن فَهد بن مَنْصُور بن وهب بن قيس بن مَالك
كَانَ طَبِيبا مَشْهُورا فِي زَمَانه جيد الْمعرفَة بصناعة الطِّبّ مَحْمُود الطَّرِيقَة فِيهَا مشكور المعالجة حسن الْعشْرَة محبا للخير
وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ علم الطِّبّ ويعد من جملَة الْفُضَلَاء المتميزين فِي وقته
وحَدثني أَبُو الْفَتْح بن مهنا النَّصْرَانِي أَن أَبَا النَّجْم كَانَ أَبوهُ فلاحا فِي قَرْيَة شفا من أَرض حوران وَكَانَ يعرف بالعيار
وَكَانَ ابْنه أَبُو النَّجْم هَذَا صَبيا فَأَخذه بعض الْأَطِبَّاء بِدِمَشْق عِنْده وَلما كبر علمه صناعَة الطِّبّ وعرفه أَعمالهَا
وخدم أَبُو النَّجْم بصناعة الطِّبّ الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب وحظي عِنْده وَكَانَ مكينا فِي الدولة وَبَقِي فِي خدمته مُدَّة
وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى دوره ويعالجهم مَعَ جملَة الْأَطِبَّاء
وَتُوفِّي أَبُو النَّجْم النَّصْرَانِي بِدِمَشْق فِي سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
وَله ولد طَبِيب وَهُوَ أَمِين الدولة أَبُو الْفَتْح ابْن أبي النَّجْم
وَله من الْكتب كتاب الموجز فِي الطِّبّ وَهُوَ يشْتَمل على علم وَعمل
أَبُو الْفرج النَّصْرَانِي
كَانَ طَبِيبا فَاضلا عَالما بصناعة الطِّبّ جيد الْمعرفَة بهَا حسن العلاج متميزا فِي زَمَانه
وخدم بصناعة الطِّبّ الْملك صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب
وَكَانَ يحترمه وَيرى لَهُ
وخدم أَيْضا الْملك الْأَفْضَل نور الدّين عَليّ بن صَلَاح الدّين وَأقَام عِنْده بسميساط وَكَذَلِكَ أَيْضا أَوْلَاد أبي الْفرج اشتغلوا بصناعة الطِّبّ وَأَقَامُوا بسميساط فِي خدمَة أَوْلَاد الْأَفْضَل
فَخر الدّين بن الساعاتي
هُوَ رضوَان بن مُحَمَّد بن عَليّ بن رستم الْخُرَاسَانِي الساعاتي
مولده ومنشؤه بِدِمَشْق
وَكَانَ أَبوهُ مُحَمَّد من خُرَاسَان وانتقل إِلَى الشَّام وَأقَام بِدِمَشْق إِلَى أَن توفّي
وَكَانَ أوحدا فِي معرفَة السَّاعَات وَعلم النُّجُوم
وَهُوَ الَّذِي عمل السَّاعَات عِنْد بَاب الْجَامِع بِدِمَشْق صنعها فِي أَيَّام الْملك الْعَادِل نور الدّين مَحْمُود ابْن زنكي
وَكَانَ لَهُ مِنْهُ الإنعام الْكثير والجامكية والجراية لملازمته السَّاعَات
وَبَقِي كَذَلِك إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله وَخلف وَلدين أَحدهمَا بهاء الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن الساعاتي الشَّاعِر الَّذِي هُوَ