لتفقد أَحْوَالهم ومعالجتهم وَإِذا بِامْرَأَة قد أَتَت إِلَيْهِ واستفتته فِيمَا تعالج بِهِ ولدا لَهَا فَقَالَ يَنْبَغِي أَن تلازميه بتناول الْأَشْيَاء المبردة المرطبة
فهزأ بِهِ بعض من كَانَ مُقيما فِي تِلْكَ القاعة من الممرورين وَقَالَ هَذِه صفة يصلح أَن تَقُولهَا لأحد تلامذتك مِمَّن يكون قد اشْتغل بالطب وَعرف أَشْيَاء من قوانينه وَأما هَذِه الْمَرْأَة فَأَي شَيْء تَدْرِي مَا هُوَ من الْأَشْيَاء المبردة المرطبة وَإِنَّمَا سَبيله أَن تصف لَهَا شَيْئا معينا تعتمد عَلَيْهِ
ثمَّ قَالَ لَهُ بعد ذَلِك وَلَا ألومك فِي قَوْلك هَذَا فَإنَّك قد فعلت مَا هُوَ أعجب مِنْهُ
فَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ صنفت كتابا مُخْتَصرا وسميته الْمُغنِي فِي الطِّبّ ثمَّ إِنَّك صنفت كتابا آخر فِي الطِّبّ بسيطا يكون على قدر أَضْعَاف كَثِيرَة من ذَلِك الْكتاب الأول وسمتيه الْإِقْنَاع
وَكَانَ الْوَاجِب أَن يكون الْأَمر على خلاف مَا فعلته من التَّسْمِيَة
فاعترف بذلك لمن حَضَره وَقَالَ وَالله لَو أمكنني تَبْدِيل اسْم كل وَاحِد مِنْهُمَا بِالْآخرِ لفَعَلت
وَإِنَّمَا قد تناقل النَّاس الْكِتَابَيْنِ وَعرف كل وَاحِد مِنْهُمَا بِمَا سميته بِهِ
أَقُول وَكَانَ أَبُو الْحسن سعيد بن هبة الله مَوْجُودا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة لِأَنِّي وجدت خطه فِي ذَلِك التَّارِيخ على كِتَابه التَّلْخِيص النظامي وَقد قَرَأَهُ عَلَيْهِ أَبُو البركات
ولسعيد بن هبة الله من الْكتب كتاب الْمُغنِي فِي الطِّبّ صنفه للمقتدي بِأَمْر الله
مقَالَة فِي صِفَات تراكيب الْأَدْوِيَة الْمحَال عَلَيْهَا فِي كتاب الْمُغنِي
كتاب الْإِقْنَاع
كتاب التخليص النظامي
كتاب خلق الْإِنْسَان
كتاب فِي اليرقان
مقَالَة فِي ذكر الْحُدُود والفروق
مقَالَة فِي تَحْدِيد مبادئ الْأَقَاوِيل الملفوظ بهَا وتعديدها
جوابات عَن مسَائِل طبية سُئِلَ عَنْهَا
ابْن جزلة
هُوَ يحيى بن عِيسَى بن عَليّ بن جزلة وَكَانَ فِي أَيَّام الْمُقْتَدِي بِأَمْر الله وَقد جعل باسمه كثيرا من الْكتب الَّتِي صنفها
وَكَانَ من الْمَشْهُورين فِي علم الطِّبّ وَعَمله وَهُوَ تلميذ أبي الْحسن سعيد بن هبة الله
وَلابْن جزلة أَيْضا نظر فِي علم الْأَدَب
وَكَانَ يكْتب خطا جيدا مَنْسُوبا
وَقد رَأَيْت بِخَطِّهِ عدَّة كتب من تصانيفه وَغَيرهَا تدل على فَضله وتعرب عَن مَعْرفَته
وَكَانَ نَصْرَانِيّا ثمَّ أسلم وَألف رِسَالَة فِي الرَّد على النَّصَارَى وَكتب بهَا إِلَى إليا القس
وَلابْن جزلة من الْكتب كتاب تَقْوِيم الْأَبدَان وصنفه للمقتدي بِأَمْر الله
كتاب منهاج الْبَيَان فِي مَا يَسْتَعْمِلهُ الْإِنْسَان وصنفه أَيْضا للمقتدي بِأَمْر الله
كتاب الْإِشَارَة فِي تَلْخِيص الْعبارَة وَمَا يسْتَعْمل من القوانين الطبية فِي تَدْبِير الصِّحَّة وَحفظ الْبدن لخصه من كتاب تَقْوِيم الْأَبدَان
رِسَالَة فِي مدح الطِّبّ
وموافقته الشَّرْع وَالرَّدّ على من طعن عَلَيْهِ
رِسَالَة كتب بهَا لما أسلم إِلَى إليا القس وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة
أَبُو الْخطاب
هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي طَالب مقَامه بِبَغْدَاد
وَقَرَأَ صناعَة الطِّبّ على أبي الْحسن سعيد بن هبة