(أفديه من معرض تولى ... لَا عين مِنْهُ وَلَا أثر)
(عذبني فِي هَوَاهُ كلا ... لم يبْق مني وَلَا يذر)
(يَا عين عَيْني فَلَيْسَ إِلَّا ... صَبر على الدمع والسهر)
(وَيفْعل الشوق مَا يُرِيد ... فِي كبد كلهَا جراح)
(يَا مخجل الْيَد لَا تسلني ... عَن جور الحاظك الملاح)
(زَاد على بهجة النَّهَار ... من حسنه الدَّهْر فِي ازدياد)
(لحظ لَهُ سطوة الْعقار ... يفعل فِي الْعقل مَا أَرَادَ)
(خداه كالورد فِي البهار ... يقطف باللحظ أم يكَاد)
(وَذَلِكَ المبسم البرود ... حصاه در وَصرف رَاح)
(أَو مثل مَا قلت مَاء مزن ... يسْقِي بِهِ يَانِع الأقاح)
(يَا من لَهُ أبدع الصِّفَات ... يَا غُصْن يَا دعص يَا قمر)
(غبت فَلم يَأْتِ مِنْك آتٍ ... فاستوحش السّمع وَالْبَصَر)
(لَوْلَا صبا تلكم الْجِهَات ... لذاب قلبِي من الْفِكر)
(يَا أَيهَا النازح الْبعيد ... جَاءَت بأنبائك الرِّيَاح)
(إِن الصِّبَا عَنْك أَخْبَرتنِي ... مَا اهتز روض الربى وفاح)
(يَا ساحرا فَوق كل سَاحر ... وَمن لَهُ حسنه أصف)
(وَجه لَهُ كالصباح باهر ... أردية الْحسن يلتحف)
(كالروض حفت بِهِ الأزاهر ... يقطف باللحظ أم قطف)
(كالبدر فِي لَيْلَة السُّعُود ... اشرق لألاؤه ولاح)
(كالغصن اللدن فِي التثني ... تهز أعطافه الرِّيَاح)
(من لي بمخضوبة البنان ... ممشوقة الْقد والدلال)
(من هجرها مشْيَة الزَّمَان ... مَاض ومستقبل وَحَال)
(فِيهَا رثى عاذلي لشاني ... ثمَّ انثنى ضَاحِكا وَقَالَ)
(عاشق ومسكين الله يُرِيد ... وَارْضَ لمن يعشق الملاح)
(فدع يهجر أَو يصلني ... لَيْسَ على سَاحر اقتراح)
أَبُو مُحَمَّد بن الْحَفِيد أبي بكر بن زهر
هُوَ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن الْحَفِيد أبي بكر مُحَمَّد بن أبي مَرْوَان عبد الْملك بن أبي الْعَلَاء زهر بن أبي