الآخر يشق أَرض الْهِنْد وَجَمِيع أَرض السودَان حَتَّى يخرج إِلَى أَرض النّوبَة ثمَّ يصب بَاقِيه فِي أَرض مصر فيرويها ثمَّ يصب بَاقِيه فِي بَحر الرّوم
قَالَ يُوسُف وحَدثني عَنْبَسَة بن إِسْحَق الضَّبِّيّ من أَمر الْعين الَّتِي مِنْهَا يخرج نهر مهْرَان والنيل بِمثل مَا حَدثنِي بِهِ إِبْرَاهِيم وَكَانَ يحدثنا بِحَدِيث السّمك فِي كل وَقت
أَيُّوب الْمَعْرُوف بالأبرش
كَانَ لَهُ نظر فِي صناعَة الطِّبّ وَمَعْرِفَة بِالنَّقْلِ وَقد نقل كتبا من مصنفات اليونانيين إِلَى السرياني وَإِلَى الْعَرَبِيّ وَهُوَ متوسط النَّقْل وَمَا نَقله فِي آخر عمره فَهُوَ أَجود مِمَّا نَقله قبل ذَلِك
إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب الأبرش
قَالَ إِسْحَق بن عَليّ الرهاوي فِي كتاب أدب الطَّبِيب حَدثنِي عِيسَى بن ماسة قَالَ رَأَيْت إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب الأبرش وَقد عالج إِسْمَاعِيل أَخا المعتز وَبرئ
فكلمت أمه قبيحة المتَوَكل أَن يُجِيزهُ فَقَالَ لَهَا لَا تجيزيه لَيْسَ عنْدك مَا تعطيه حَتَّى أعْطِيه أَنا مثله
وَإِبْرَاهِيم وَاقِف بَين أَيْدِيهِمَا فَأمرت قبيحة فأحضرت بدرة دَرَاهِم لإِبْرَاهِيم وَأمر المتَوَكل بإحضار مثل ذَلِك فأحضرت قبيحة بدرة أُخْرَى فَأمر بإحضار مثلهَا فَلم يَزَالَا يأمران بإحضار بدرة وبدرة حَتَّى أحضرت سِتّ عشرَة بدرة فأومت قبيحة إِلَى جاريتها أَن تمسك فَقَالَ لَهَا إِبْرَاهِيم سرا لَا تقطعي وَأَنا أرد عَلَيْك
فَقَالَت لَهُ املأ الله عين الآخر
فَقَالَ لَهَا المتَوَكل وَالله لَو أعطيتيه إِلَى الصَّباح لأعطيته مثل ذَلِك
فَحملت الْبَدْر إِلَى منزل إِبْرَاهِيم
وَقَالَ ثَابت بن سِنَان بن ثَابت أَن الْخلَافَة لما تأدت إِلَى المعتز بِاللَّه كَانَ أخص المتطببين عِنْده إِبْرَاهِيم ابْن الأبرش لمكانه من والدته قبيحة
وَكَانَت صلَاته أبدا واصلة إِلَيْهِ
وخلع أَبُو عبد الله المعتز بِاللَّه بسر من رأى وَقبض عَلَيْهِ صَالح بن وصيف يَوْم الِاثْنَيْنِ لثلاث بَقينَ من رَجَب سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وحبسه خَمْسَة أَيَّام ثمَّ قتل وَقت الْعَصْر من يَوْم الْجُمُعَة لليلتين خلتا من شعْبَان من السّنة الْمَذْكُورَة وَله ثَلَاث وَعِشْرُونَ سنة
جِبْرَائِيل كَحال الْمَأْمُون
قَالَ يُوسُف بن إِبْرَاهِيم كَانَ الْمَأْمُون يستخف يَد جِبْرَائِيل الكحال وَيذكر أَنه مَا رأى أبدا على عين أخف من يَده
وَاتخذ مراود ومكاحل ودستجا وَدفعه إِلَيْهِ فَكَانَ أول من يدْخل