المازريون وَقد ذكرهَا أَيْضا القَاضِي التنوخي فِي كتاب الْفرج بعد الشدَّة
وَكَانَ أَبُو طَاهِر بن البرخشي حَيا بواسط فِي سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ عِنْده أدب بارع وَمَعْرِفَة فِي النّظم والنثر
وَمن شعره قَالَ فِي غُلَام ناول خلالا
(وناولني من كَفه مثل خصره ... وَمثل محب ذاب من طول هجره)
(وَقَالَ خلالي قلت كل حميدة ... سوى قتل صب حَار فِيك بأسره) الطَّوِيل
وَقَالَ فِي إِنْسَان سوء حج من بعض قرى وَاسِط
(لما حججْت استبشرت وَاسِط ... وقولياثا وفتى مرشد)
(وانتقل الويل إِلَى مَكَّة ... وركنها وَالْحجر الْأسود) السَّرِيع
وَقَالَ أَيْضا وَقد رأى إنْسَانا يكْتب كتابا إِلَى صديق لَهُ فَكتب فِي صَدره الْعَالم
(لما انمحت سنَن المكارم والعلى ... وَغدا الْأَنَام بِوَجْه جهل قاتم)
(وَرَضوا بأسماء وَلَا معنى لَهَا ... مثل الصّديق تكاتبوا بالعالم) الْكَامِل
وَكتب إِلَيْهِ نجم الدّين أَبُو الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمعلم الهرثي الشَّاعِر الوَاسِطِيّ وَقد أبل من مرض وألزمه الحمية وَمنعه الْغذَاء
(صبحت فخرا بالمنى واغتدى ... قدرك فَوق النَّجْم مَرْفُوعا)
(يَا منقذي من حلقات الردى ... حاشاك أَن تقتلني جوعا) السَّرِيع
فَكتب ابْن البرخشي إِلَيْهِ الْجَواب
(تبِعت مرسومك يَا ذَا العلى ... لَا زَالَ مرسومك متبوعا)
(لَكِن إشفاقي على من بِهِ ... أَمْسَى غَرِيب القَوْل مسموعا)
(أوجب تَأْخِيرا الغذا يَوْمنَا ... وَفِي غَد نستدرك الجوعا)
(أَصْبِر فَمَا أقصرها مُدَّة ... وَإِن تلكأت فاسبوعا)
فَأَجَابَهُ هُوَ
(يَا عَالما ايْنَ ثوى ر حلّه ... أجْرى من الْعلم ينابيعا)
(لم عنْدك الْأَعْمَار مَوْصُولَة ... يضحى ويمسي الرزق مَقْطُوعًا)