الْغَايَة وَإِلَيْهِ كَانَ التشوق بالطبع لكل ذِي فطْرَة بارعه وَذي موهبة إلهية ترقية عَن أهل عصره وتخرجه من الظُّلُمَات إِلَى النُّور
كَمَا كَانَ رَحمَه الله وَقد صدرنا هَذَا الْمَجْمُوع بقول لَهُ فِي الْغَايَة الإنسانية على نِهَايَة من الوجازة تعرب عَمَّا أَشَرنَا إِلَيْهِ من إِدْرَاكه فِي الْعلم الإلهي
وَفِيمَا قبله من الْعُلُوم الموطئة لَهُ
وَعَسَى أَنه قد علق فِيهِ مَا لم يعثر عَلَيْهِ وَيُشبه أَنه لم يكن بعد أبي نصر الفارابي مثله فِي الْفُنُون الَّتِي تكلم عَلَيْهَا من تِلْكَ الْعُلُوم فَإِنَّهُ إِذا قارنت أقاويله فِيهَا بأقاويل ابْن سينا وَالْغَزالِيّ وهما اللَّذَان فتح عَلَيْهِمَا بعد أبي نصر بالمشرق فِي فهم تِلْكَ الْعُلُوم ودونا فِيهَا بِأَن لَك الرجحان فِي أقاويله
وَفِي حسن فهمه لأقاويل أرسطو
وَالثَّلَاثَة أَئِمَّة دون ريب وآتون مَا جَاءَ بِهِ من قبلهم بارع الْحِكْمَة عَن يَقِين تمتاز بِهِ أقاويلهم ويتواردون فِيهَا مَعَ السّلف الْكَرِيم
أَقُول وَكَانَ هَذَا أَبُو الْحسن عَليّ بن الإِمَام من غرناطة وَكَانَ كَاتبا فَاضلا متميزا فِي الْعُلُوم وَصَحب أَبَا بكر بن باجة مُدَّة واشتغل عَلَيْهِ
وسافر أَبُو الْحسن عَليّ بن الإِمَام من الْمغرب وَتُوفِّي بقوص
وَكَانَ من جملَة تلاميذ ابْن باجة أَيْضا القَاضِي أَبُو الْوَلِيد مُحَمَّد بن رشد
وَتُوفِّي ابْن باجه شَابًّا بِمَدِينَة فاس وَدفن بهَا
وَأَخْبرنِي القَاضِي أَبُو مَرْوَان الأشبيلي أَنه رأى قبر ابْن باجة وقريبا من قَبره قبر أبي بكر بن الْعَرَبِيّ الْفَقِيه صَاحب التصانيف
وَمن كَلَام ابْن باجة قَالَ الْأَشْيَاء الَّتِي ينفع تعلمهَا بعد زمَان طَوِيل لَا يضيع تذكرها
وَقَالَ حسن عَمَلك تفز بِخَير من الله سُبْحَانَهُ
وَلابْن باجة من الْكتب شرح كتاب السّمع الطبيعي لأرسطوطاليس قَول على بعض كتاب الْآثَار العلوية لأرسطوطاليس قَول على بعض كتاب الْكَوْن وَالْفساد لأرسطوطاليس
قَول على بعض المقالات الْأَخِيرَة من كتاب الْحَيَوَان لأرسطوطاليس
كَلَام على بعض كتاب النَّبَات لأرسطوطاليس
قَول ذكر فِيهِ التشوق الطبيعي وماهيته وابتدأ أَن يُعْطي أَسبَاب الْبُرْهَان وَحَقِيقَته
رِسَالَة الْوَدَاع
قَول يَتْلُو رِسَالَة الْوَدَاع
كتاب اتِّصَال الْعقل بالإنسان
قَول على الْقُوَّة النزوعية
فُصُول تَتَضَمَّن القَوْل على اتِّصَال الْعقل بالإنسان
كتاب تَدْبِير المتوحد
كتاب النَّفس
تعاليق على كتاب أبي نصر فِي الصِّنَاعَة الذهنية
فُصُول قَليلَة فِي السياسة المدنية
وَكَيْفِيَّة المدن وَحَال المتوحد فِيهَا
نبذ يسيرَة على الهندسة والهيئة
رِسَالَة كتب بهَا إِلَى صديقه أَبُو جَعْفَر يُوسُف بن أَحْمد بن حسداي بعد قدومه إِلَى مصر
تعاليق حكمِيَّة وجدت مُتَفَرِّقَة
جَوَابه لما سُئِلَ عَن هندسة ابْن سيد المهندس وطرقه
كَلَام على شَيْء من كتاب الْأَدْوِيَة المفردة لِجَالِينُوسَ
كتاب التجربتين على أدوية ابْن وَافد واشترك فِي تأليف هَذَا