(وَقد يفْسد الْحر الْكَرِيم جليسه ... وتضعف بالإيهام قُوَّة حَازِم)
(إِذا لج لوم من سَفِيه لراشد ... توهم رشدا فِي سفاهة لائم)
(عجبت من الْإِنْسَان يعجب وَهُوَ فِي ... نقائص أَحْوَال قسيم السوائل)
(يرى جَوْهَر النَّفس الطليق فيزدهي ... وَيذْهل عَن أَعْرَاض جسم لَوَازِم)
(دُيُون اضطرار تَقْتَضِي كل سَاعَة ... فتنقرض الْأَعْمَار بَين المغارم)
(وكل فمغمرور بحب حَيَاته ... ويغريه بالأدنى خَفَاء الْخَوَاتِم)
(وجماع مَال لَا انْتِفَاع لَهُ بِهِ ... كَمَا مص مَشْرُوطًا زجاج المحاجم)
(يفِيض وَمَا أوعاه يرعاه مهدفا ... لرشفة صَاد أَو لرشفة صادم)
(وَمن عرف الدُّنْيَا تَيَقّن أَنَّهَا ... مَطِيَّة يقظان وطيفة حالم)
(فَللَّه ساع فِي مناهج طَاعَة ... لِإِيلَافِ عدل أَو لإتلاف ظَالِم)
(أفاتح بَيت الْقُدس سَيْفك مفتح ... لقفل الْهدى مغلاق بَاب المآثم)
(فحكمت فِي الضدين غير معَارض ... فاحكمت فِي نفر الوغى المتخاصم)
(فأطلقت تركا فِي ظُهُور سوابح ... وأغربت شركا فِي بطُون القشاعم)
(غَدَاة قدحت الْبيض فِي آل أصفر ... فَلم يبْق زند مِنْهُم فِي معاصم)
(وَإِذ درجوا كالرمل أعجز عدَّة ... إِلَى تل عكا كالدبى المتراكم)
(وكالنحل ملتفا كوارثه هوى ... من التل تخشى مِنْهُم كالمرادم)
(كَأَن لَهُم فِي تل عكا مصادة ... يحاش لَهَا أسراب وَحش سوائم)
(فسرب كسير موبق فِي حفائر ... وسرب حسير مرهق فِي مقاحم)
(فكم ملك مِنْهُم أَتَاهَا بِكَثْرَة ... فَزَادَهُم نقصا زِيَادَة عادم)
(يشقون من أسبان أثباج زاخر ... وَمن رومة الْكُبْرَى فجاج مخارم)
(فهالوا بنجدي جاريات ووخد ... وذابوا بحدي مخدم لَك هاضم)
(غسلت الطّراز الْأَخْضَر الرقم مِنْهُم ... بِصَوْت نجيع أَحْمَر الْقطر ساجم)
(وَلَو أنبت المرج النُّفُوس لأينعت ... بِمَا ساح فِيهِ عَن حَشا وغلاصم)
(قليب كلى يسقى بإشطان ذابل ... وَعين طلى تجْرِي بميزاب صارم)
(وأضلع فرسَان نعال سوابك ... وأرؤس أَعْيَان غواشي البراجم)
(كَذَا فليرصع جَوْهَر القَوْل متحف ... بِهِ لمليك مثل يُوسُف عَالم)
(فَتى ذهنه يَرْمِي بشهب خواطر ... تشق دجون المغمضات العواتم)
(يهاب رَقِيق الشّعْر رقة طبعه ... كَمَا هاب مِنْهُ الْيَأْس غلب الضراغم)