(حَكِيم حوى مَا قَالَ بقراط سالفا ... وَمَا قَالَ جالينوس من بعده يدْرِي)
(وَيعلم للشَّيْخ الرئيس مباحثا ... إِذا مَا تَلَاهَا أورد اللَّفْظ كالدر)
(إِذا قَالَ بذ الْقَائِلين وَلَفظه ... هُوَ السحر لَكِن الْحَلَال من السحر)
(وَإِن طب ذَا سقم وأسعف مقترا ... أَتَى الْفضل والإفضال بالبرء وَالْبر)
(كثيرا الحيا طلق الْمحيا إِذا هَمت ... سحائب جود مِنْهُ أغنت عَن الْقطر)
(بعيد المدى داني الندى وافر الجدى ... إِذا مَا بدا كَانَ الْهدى من سنا الْبَدْر)
(وَمَا مثل بدر الدّين فِي الْعلم والحجى ... وَمَا قد حواه من خلائقه الزهر)
(فيا أَيهَا الْمولى الَّذِي مكرماته ... يَرَاهَا ذَوُو الآمال من أفضل الذخر)
(لقد زَاد بِي شوق إِلَيْك وإنني ... لشط التداني وَاجِد عادم الصَّبْر)
(وَإِنِّي على بعد الديار وقربها ... كثير وَلَاء لَا يزَال مدى الْعُمر)
(ويبلغني من وَالِدي عَنْك أنعما ... تجود بهَا جلت عَن الْعد والحصر)
(رعيت لنا عهدا قَدِيما عَرفته ... وَحسن وَفَاء الْعَهْد من شيم الْحر)
(وَمثلك من يولي جميلا لصَاحب ... إِذا كَانَ فِي أوقاته نَافِذ الْأَمر)
(وَمَالِي إِلَّا بَث شكر أقوله ... وَحسن دُعَاء فِي السريرة والجهر)
(وأثني على علياك فِي كل محفل ... وأتلو آي الْحَمد بالنظم والنثر)
(وَقد جَاءَ شعري مادحا لَك شاكرا ... لِأَنَّك أهل للمدائح وَالشُّكْر)
(فَلَا زلت فِي سعد مُقيم ونعمة ... وَعمر مديد سالما عالي الْقدر) الطَّوِيل
الْمَمْلُوك يقبل الْيَد المولوية الحكيمية الأجلية العالمية الْفَاضِلِيَّةِ الرئيسية الصدرية الأوحدية البدرية أدام الله لَهَا التأييد والنعماء وضاعف من منائحها على أوليائها الآلاء وكبت بدواء سعودها الحسدة والأعداء
وَلَا زَالَت فِي نعم مُتَوَالِيَة وعوارف دائمة وَغير زائلة مَا تَتَابَعَت الْأَيَّام فِي السنين وتلازمت حَرَكَة الْقلب والشرايين
ويواظب لمولانا بِحسن الدُّعَاء الَّذِي مَا زَالَ عرف أنفاسه متضوعا وَالثنَاء الَّذِي مَا انْفَكَّ أَصله الثَّابِت متفرعا متنوعا
ويواصل بالمحامد الَّتِي مَا برح نشرها فِي مجَالِس الْمجد وَالشُّكْر نافحا متأرجحا والمدائح الَّتِي مَا فتئ وَجه محاسنها أبدا متبرجا متبلجا وَيُنْهِي مَا عِنْده من كَثْرَة الأشواق والأتواق الَّتِي تستوعبها الْعبارَة وَلَا تسعها الأوراق
غير أَنه يعول على إحاطة علم مَوْلَانَا بِصدق محبته وولائه واعتداده بجزيل أياديه وآلائه
وَإِن كتاب وَالِد الْمَمْلُوك ورد إِلَيْهِ بِبِشَارَة مَلَأت قلبه سُرُورًا وَنَفسه حبورا بِنَظَر مَوْلَانَا فِي سَائِر الْأَطِبَّاء ورياسته واشتماله عَلَيْهِم بِحسن رعايته وعنايته
وَوصف من أنعام مَوْلَانَا عَلَيْهِ وإحسانه إِلَيْهِ مَا الْمَعْهُود من إحسانه وَالْمَشْهُور من تفضله وامتنانه
ومولانا فَهُوَ أعلم بطرق الْكَرم وأدرى بِأَن المعارف فِي أهل النهى ذمم
فَالله يَجْعَل مَوْلَانَا أبدا