للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فجمَعَ - لمَّا وَلِيَ تدريسَ الحديث بالمدرسة الأَشْرفيَّة (١) في دِمِشْقَ - كتابَهُ المشهورَ (٢)؛ فهذَّب فنونَهُ، وأملاه شيئًا فشيئًا، واعتنىَ بتصانيف الخطيبِ المفرَّقة؛ فجمَعَ شَتَاتَ مقاصدها، وضَمَّ إليها (٣) فوائِدَ من غيرها؛ فجمع في كتابه ما تفرَّقَ في غيره، فعَكَفَ الناسُ علَيْه؛ واتَّخَذُوُه أصْلًا يُرْجَعُ إليه؛ فلا يحصى كَمْ ناظم له ومختَصِرٍ ومُنَكِّتٍ.

فَمِمَّنِ اختصره "النوويُّ" (٤). في "الإرشاد" (٥)، ثم "التقريب" (٦)


(١) وهي الأولى المبنية سنة ٦٢٨ هـ)، وأما المدرسة الأشرفية الثانية؛ فبنيت سنة (٦٣٤ هـ)؛ كما في "الدارس في تاريخ المدارس" (١/ ١٩ و ٤٧) للنعيمي وفي التعليق على منادمة الأطلال ص (٢٤) لعبد القادر بدران: فيها الآن مدرسة إعدادية للعلوم الشرعية، يُنفقُ عليها جماعة من أهل الخير، وتُقام فيها الجمعة".
(٢) هو المعروف "ب" "مقدمة ابن الصلاح" وله عدة طبعات.
(٣) في الأصل "إليه" والصواب ما أثبتناه، وهو موافق لما في ""نزهة النظر" (١٧).
(٤) تقدمت ترجمته.
(٥) واسمه كاملاً "إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق" وقد طبع في مجلدين بتحقيق عبد الباري السلفي.
(٦) واسمه كاملاً: "التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير" وقد شرحه السيوطي في "تدريب الراوي" قال النووي في مقدمة تقريبه: "و هذا كتاب أختصرته من كتاب الإرشاد الذي اختصرته" من علوم الحديث للشيخ الإمام الحافظ المتقن أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح ، أبالغ فيه في الاختصار إن شاء الله تعالى من غير إخلال بالمقصود، وأحرص على إيضاح العبارة، وعلى الله الكريم الاعتماد".

<<  <   >  >>