(٢) الحديث أخرجه أحمد (٣/ ٤٩٥) والبخاري في "الأدب المفرد" رقم (٩٧٠) وفي خلق أفعال العباد رقم (٥٩) من طريق همام بن يحيى عن القاسم بن عبد الواحد المكي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر، وعلقه البخاري في صحيحه (١/ ٢٣٤) فقال: "ورحل جابر بن عبد الله ميسرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد". وحسن إسناده الشيخ الألباني في صحيح الأدب المفرد. رقم (٧٤٦). وقال الحافظ في "تغليق التعليق" (٥/ ٣٥٦): وقد وجدت لعبد الله بن محمد بن عقيل متابعًا فيه، ثم ساقه من طريق الطبراني في "مسند الشاميين" وعزاه في الفتح (١/ ٢٣٤) إلى تمام في "الفوائد" من طريق الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر فذكر نحوه وقال في الفتح: وإسناده صالح. قلتُ وأسوق هنا لفظ حديث جابر إتمامًا للفائدة وزيادةً في الاعتبار، عن جابر بن عبد الله قال: بَلَغني حديث عن رجل، سمعه من رسول الله ﷺ فاشتريت بعيرًا، ثم شددت عليه رحلي، فسِرتُ إليه شهرًا حتى قدمتُ عليه الشام، فإذا عبد الله بن أنيس، فقلتُ للبواب قل له جابرٌ على الباب، فقال: ابن عبد الله؟ قلت نَعم فخرج يطأ ثوبه: فاعتنقني واعتنقته فقلت حديثا بلغني عنك، أنك سمعته من رسول الله ﷺ في القصاص، فخشيتُ أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه. قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: "يحشرُ الناسُ يوم القيامة، أو قال: العِباد، عُراةً غُرلاً بُهماً. قال: قُلنا: وما بُهْما؟ قال: ليس معهم شيءٌ، ثم يُناديهم بصوتٍ يسمعه من قَرُب: أنا الملك، أنا الدَّيانُ، ولا ينبغي لأحدٍ من أهل النار أن يدخل النار، وله عند أحدٍ من أهل الجنة حقٌ حتى أقصه منه و لا ينبغي لأحدٍ من أهل الجنة أن يَدخل الجَنة، ولأحدٍ من أهل النار عنده حقٌ حتى أقصه منه، حتى اللطمة. قال: قلنا: كيف وإنا إنما نأتي الله ﷿ غُرلاً بُهما؟ قال: بالحسنات والسيئات". تنبيه: قال الحافظ في "الفتح" (١/ ٢٣٥): ووهم ابن بطال فزعم أن الحديث الذي رحل فيه جابر إلى عبد الله بن أنيس هو حديث الستر على المسلم. وهو انتقالٌ من حديثٍ إلى حديث. فإن الراحل في حديث الستر هو أبو أيوب الأنصاري، رحل فيه إلى عقبة بن عامر الجهني أخرجه أحمد بسند منقطع، وأخرجه الطبراني من حديث مسلمة بن مخلد قال: أتاني جابر فقال لي: حديث بلغني أنك ترويه في الستر … فذكره. اه.