للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الحافظُ السخاويُّ (١): "و مِنْ أنواع التَّدْليس، تدْليسُ الشُّيُوخِ، وهو: أن يكونَ للشيْخِ: اسْمٌ، وكُنْيَةٌ، ولَقَبٌ، ونسبةٌ إلى قبيلةٍ أو بلدٍ أو حرفةٍ أو نحوها، وبعضها مشهورٌ؛ لاشتهاره به، وبعضُهَا خَفِيٌّ؛ لعدم اشتهاره به؛ فيذكر الخفيَّ منها لغرضٍ؛ كإخفاء ظهورِهِ، وإيهام كَثْرة الشيوخ بأَنْ يَرْوِيَ عن شيخ واحدٍ في مواضِعَ؛ فيصفه في موضع بصفة، وفي آخر بأخرَى يَوهِمُ أنَّه غيره؛ كما كان الخطيبُ يفعَلُ ذلك. (٢) وإخفاء الضعيف المرويِّ عنه؛ لتضمنه الخيانةَّ والغِشَّ، وحكم من عرف ألا يُقْبَلَ خبرُهُ؛ كما نقل ذلك العراقيُّ عن


(١) تقدمت ترجمته
(٢) قال الحافظ زين الدين العراقي: "و ممن اشتهر بتدليس الشيوخ أبو بكر الخطيب فقد كان لهجا به في تصانيفه". اه
"و قد دافع عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال معقبًا على كلام العراقي: "ينبغي أن يكون الخطيب قدوة في ذلك، وأن يُستدل بفعله على جوازه، فإنه إنما يعمي على غير أهل الفن، وأما أهله فلا يخفى ذلك عليهم لمعرفتهم بالتراجم، ولم يكن الخطيب يفعل ذلك إيهامًا لكثرة فإنه مكثر من الشيوخ والمرويات، والناس بعده عيال عليه، وإنما يفعل ذلك تعنتًا في العبارة"اه نقلا عن "توضيح الأفكار" للصنعاني (١/ ٣٦٩).
قال الدكتور أكرم العمري - بعد أن نقل النقلان السابقان: "و تدليس الخطيب للشيوخ من أصعب ما يواجه الباحث في مؤلفاته لذلك نبه العلماء على بعض ذلك، فنبه الحافظ ابن حجر إلى أن الخطيب يذكر (الحاكم النيسابوري) باسم (محمد بن نعيم الضبي)، ونبه الأكفاني إلى أنه يذكر (عبد العزيز بن محمد الكتاني) باسم (عبد العزيز بن أبي طاهر الصيرفي) ونبهت في ثنايا هذه الدراسة على العديد من الأمثلة، فهو يذكر أحمد بن محمد العتيقي) باسم (أحمد بن أبي جعفر القطيعي)، ويذكر (الحسن بن محمد الخلال) باسم (الحسن بن أبي طالب) ويذكر (محمد بن علي الصوري) باسم محمد بن أبي الحسن الساحلي)، ويذكر (محمد بن أحمد بن رزق) باسم (أبو الحسن بن رزقويه) ". اه "موارد الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" ص (٥٠).

<<  <   >  >>