للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن الصَّبَّاغ (١)، وذلك حرامٌ؛ حيث لم يكنِ المرويُّ عنه ثقةً عند المدلِّس، أو تكبُّرًا على المرويِّ عنه بأن يكونَ أصغَرَ من المدلِّس أو أكْبَرَ؛ لكن بيسيرٍ أو بكثيرٍ، لكن تأخَّرَتْ وفاتُهُ حتى شاركَهُ في الأَخْذ من هو دونَهُ، ومعلومٌ أنَّ من استصغَرَ فقد أو لغير ذلك من الأغراضِ.

مثاله: قولُ أبي بكر ابن مُجَاهِدٍ المُقْرِيء (٢) حدَّثنا عبد الله بن أبي عبد الله؛ يريُد به: الحافظَ عبد اللهِ بْنَ أبي داود السجستانيَّ (٣)؛ قال ابن الصَّلاح: "و فيه تضييعٌ للمرويِّ عنه" (٤)، قال العراقي: "و للمرويِّ أيضًا" (٥)؛ بألا يتنبَّهَ له؛ فيصير راويه مجهولا، وهو قادحٌ في فاعله إنْ كان لغًرض إخفاءِ الضعيف؛ لما مر.


(١) تقدمت ترجمته ص وانظر نقل العراقي عنه في "التقييد والإيضاح" ص (١٠٠) وفي "فتح المغيث" ص (٨٣).
(٢) هو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقريء قال الخطيب: كان شيخ القراء في وقته والمقدم منهم على أهل عصره … وكان ثقةً مأمونًا، سمع من سعدان بن نصر وعبد الله بن أيوب المخرمي، وأحمد بن منصور الرمادي وغيرهم، حدث عنه: ابن شاهين والدارقطني، وأبو بكر بن شاذان. من تصانيفه كتاب السبعة في القرأءات. توفى سنة أربع وعشرين وثلاث مئة. انظر "تاريخ بغداد" (٥/ ١٤٤) "سير أعلام النبلاء" (١٥/ ٢٧٢).
(٣) هو عبد الله بن سليمان بن الأشعث الإمام العلامة الحافظ أبو بكر السجستاني، سافر به أبوه وهو صبي، روى عن أبيه وعمه، وأحمد بن صالح، وإسحاق الكوْسَج، حدث عنه خلق كثير منهم: ابن جِبان، وأبو أحمد الحاكم، وابن شاهين، والدارقطني، وابن المقريء وآخرون قال الذهبي: كان من بحور العلم، بحيث إن بَعضهم فَضله على أبيه؛ صنف "السنن"، و"المصاحف"، و"شريعة المقاريء"، و"الناسخ والمنسوخ، والبعث" وأشياء.
توفي سنة سِت عشرة وثلاث مئة انظر: "تاريخ بغداد" (٩/ ٤٦٤) "سير أعلام النبلاء" (١٣/ ٢٢٢)، "ميزان الاعتدال" (٢/ ٤٣٣).
وانظر "فتح المغيث" (٨٣) للعراقي.
(٤) "مقدمة ابن الصلاح" ص (١٠٠).
(٥) "فتح المغيث" (٨٣) للعراقي.

<<  <   >  >>