للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العدالة، فلا تُقْبَلُ روايتُهُ؛ لانتفاء تحقُّق الشَّرْط؛ فإنَّ من كان مجهولا، احتمل أن يكون صادقًا، وأنْ يكونَ كاذبًا؛ فوقع الشَّكُّ في تعديله وجَرْحه؛ فلا عِبْرَةَ بروايته.

و اكتفَى أبو حنيفة بالإسلام وعَدَمِ ظُهُورِ الفِسْق؛ قال: لأنَّه يظنُّ من عدالته - في الظاهر - عدالتُهُ في الباطنِ، ووافقَهُ - من الشافعيَّة- (١) ابن فُورَكَ (٢) وسَلِمٌ الرازيُّ (٣)، وعزاه قومٌ


(١) قال الزركشي الشافعي في "تشنيف المسامع شرح جمع الجوامع": " وقال أبو حنيفة يقبل اكتفاء بالإسلام، وعدم ظهور الفسق، ووافقه منا ابن فورك كما نقله المازري في "شرح البرهان" وسليم كما رأيته في كتاب "التقريب في أصول الفقه" "تشنيف المسامع" (٢/ ٩٩٥).
(٢) هو محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني أبو بكر الشافعي؛ الفقيه الأصولي، النحوي المتكلم، سمع ابن خُرزاذ وحدث عنه: أبو بكر البيهقي، وأبو القاسم القُشيري، وأبو بكر بن خلف، قال ابن خلكان: أبو بكر الأصولي، الأديب النحوي الواعظ، درَّس بالعراق مدةً، ثم توجه إلى الري … وكان شديد الرد على ابن كرام
قال الذهبي: "كان أشعريًا، رأسًا في فن الكلام، أخذ عن أبي الحسن الباهلي صاحب الأشعري" اه
قلت: ذُكرت عنه أقوال فاسدة في علم الكلام ومن ذلك فقد نقل أبو الوليد الباجي أن السلطان محمود سأله عن رسول الله فقال: كان رسول الله، وأما اليوم فلا، فأمر بقتله بالسم. توفي سنة ٤٠٦ هـ انظر ترجمته في: "طبقات الشافعية" (٤/ ١٢٧)، "سير أعلام النبلاء" (١٧/ ٢١٤)، "وفيات الأعيان" (٤/ ٢٧٢)، "شذرات الذهب" (٣/ ١٨١).
(٣) هو سُلَيم بن أيوب بن سُلَيم أبو الفتح الرازي الشافعي قال الذهبي: الإمام شيخ الإسلام
حدث عن: محمد بن عبد الملك الجُعفي، والحافظ أحمد بن محمد بن البصير الرازي، وحمد بن عبد الله، صاحبي ابن أبي حاتم، وأحمد بن فارس اللغوي والأستاذ أبي حامد الأسفراييني وتفقه به.
حدث عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو نصر الطُريثيثي والفقيه نصر المقدسي وأبو القاسم النسيب وغيرهم، وسكن الشام مرابطًا، ناشرًا للعلم احتسابًا، قال النسيب: هو ثقة، فقيه، مقرئ محدث، قال أبو القاسم بن عساكر: "حدثتُ عنه أنه كان يحاسب نفسه في الأنفاس، لا يدع وقتًا يمضي بغير فائدة، إما ينسخ أو يُدَرِّس، أو يَقْرَأ" من تصانيفه: "ضياء القلوب في التفسير"، و"التقريب" و"الإشارة" و"المجرد"، و"الكافي" في الفقه توفي سنة سبع وأربعين وأربع مئة انظر: "تهذيب الأسماء واللغات" (١/ ٢٣١)، "وفيات الأعيان" (٢/ ٣٩٧)، "طبقات الشافعية الكبرى" (٤/ ٣٨٨)، "شذرات الذهب" (٣/ ٢٧٥).

<<  <   >  >>