(٢) قال شيخنا عبد العزيز العبد اللطيف: "المراد بفحش الغلط: أن يزيد خطأ الراوي على صوابه زيادة فاحشة يخرج بها عن الاعتبار في المتابعة، فلا يُقَوْى غيره ولا يتقوى بغيره، ويُعد ما تفرد به منكرًا كما هو الحال في رواية ظاهر الفسق وشديد الغفلة". اه "ضوابط الجرح والتعديل" ص (١١٨)، وانظر "نزهة النظر" ص (٤٥). (٣) الغفلة عدم الفطنة بأن لا يكون لدى الراوي من اليقظة والإتقان ما يميز به الصواب من الخطأ في مروياته، وقد تكون غفلة الراوي شديدة بحيث توضع له أحاديث فيُحدِّث بها على أنَها من مسموعاته، ويعرف ذلك ب "التلقين" متى كان الراوي يتلقن ما لُقن سواء كان من حديثه أو لم يكن". اه ضوابط "الجرح والتعديل" ص (١١٧). (٤) "المراد بالوهم: أن يروي الراوي على سبيل الخطأ والتوهّم فيَصل الإسناد المرسل ويرفع الأثر الموقوف ونحو ذلك، ويُعرف حصول الوهم بجمع الطرق والمقارنة بينها من حيث الوصل والإرسال، ومن حيث الرفع والوقف، وتوثيق الرواة الناقلين، ووجوه ضعفهم، فما ظهر الوهم فيه من الروايات فهو المعلل". اه من ضوابط "الجرح والتعديل" ص (١١٦ - ١١٧) وانظر "نزهة النظر" ص (٤٤، ٤٦). * فائدة في الفرق بين الوهم والغفلة: قال الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف: "الوهم نوع من الخطأ قَلَّ أن يسلم منه أحد من الحفاظ المتقنين، فضلا عمن دونهم. وإنما يؤثر في ضبط الراوي إذا كثر منه ذلك، حيث لا تقبل روايته عندئذ إذا لم يُحدِّث من أصل صحيح، بخلاف الوهم اليسير فإن أثره يقتصر على ذلك الحديث الذي حصل فيه. وأما الغفلة فهي صفة ملازمة لصاحبها، فمن اشتدت غفلته سميّ حديثه منكرًا".