للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المخالف، ويقول: "كَيْفَ لا يُجْزِيكَ هذا في الحديثُ، ويُجْزِيكَ في القُرْآن؛ والقرآنُ أعظَمُ" (١).

وما ذهَبَ إليه المصنِّف مِنْ جَعْل هذه المرتبة ثانيةً هو الأَصَحُّ والأشهَرُ الذي ذهب إليه أهْلُ المَشْرِقِ وخراسان (٢).

و قد يَعْرِضُ للعَرْض ما يصيِّره أَوْلَى؛ كأن يكون الطالبُ أعْلَمَ وأضْبَطَ، أو الشيْخُ في حال العرض أوْعَى منه في حال قراءته (٣).

و ذهب مالك وأصحابُهُ والبخاريُّ والحجازيُّون والكوفُّيون: إلى أنَّ كلا المرتَبَتَيْنِ بمنزلةٍ واحدةٍ (٤).

و ذهب أبو حنيفة وابنُ أبي ذئب: إلى أنَّ العَرْض أَرْجَحُ من السماع؛ لأن الشيخ لو سَهَاَ لم يتهيَّأْ للطالبِ الردُّ عليه: إما لجهله، أو لهَيْبَتِهِ الشيخ، أو لغيرِ ذلك؛ بخلاف الطالب.

و سَلَكَ في الثالثة مسْلَكَ الثانية؛ فقال: وقُرِيءَ عليه وأنا أسمعَ


(١) رواه عنه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص (٢٥٩).
(٢) قال القاضي عياض: "وذهب جمهور أهل المشرق وخراسان إلى أن "القراءة" درجة ثانية، وأبوا من تسميتها "سماعًا" وسموها "عرضًا"، وأبوا من إطلاق "حدثنا" فيها، وإلى هذا "ذهب أبو حنيفة" في أحد قوليه، و"الشافعي "، وهو مذهب "مسلم بن الحجاج" و"يحيى بن يحيى التميمي" اه "الإلماع" ص (٧٣)، وانظر "تدريب الراوي" (٢/ ١٥). "
(٣) انظر "التدريب" (٢/ ١٤).
(٤) انظر "التدريب" (٢/ ١٥) قال: "وهو رواية عن مالك حكاها عنه الدارقطني وابن فارس والخطيب، وحكاه الدارقطني أيضًا عن الليث بن سعد، شعبة، وابن لهيعة، ويحيى بن سعيد، ويحيى بن عبد الله بن بكير، والعباس بن الوليد بن يزيد، وأبي الوليد بن يزيد، وموسى بن داود الضبي، وأبي عبيد، وأبي حاتم، وحكاه ابن فارس عن ابن جريج والحسن بن عمارة " أه.

<<  <   >  >>