للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطروس، ولم يحفظ في الدروس، وإنما هو إلهام وتلقين من الله تعالى بغير واسطة» -حسب زعم القائلين به- واعتذر عن القائلين بالحلول والاتحاد بأن ما يقولونه ليس المراد به ظاهره الذي هو كفر محض، وإنما هو اصطلاح جروا عليه سترًا لاعتقادهم من دعاة الباطل، على حدِّ تعبيره، وفي الوقت نفسه أَبَى أن يلحق متشيخو عصره بهم، وحمل عليهم حملة شعواء». (١)

ومما أضاء الطريق أمامه في هذه المرحلة خزانة عمه وأستاذه نعمان خير الدين المملوءة بكتب المصلحين والمجددين كابن تيمية وابن القيم، ومع وضوح الرؤية له لم يستطع أن يجاهر بآرائه، بل اضطر إلى المجاملة خشية أن يقع بيد من لا يخالف الله ولا يرحمه مع عدم من ينصره ويأخذ بيده، كما ذكر ذلك هو عن نفسه لتلميذه الأثري.

ومن علامة هذه المجاملة شرحه منظومة أبي الهدى الصيادي في مدح الرفاعي، وهي «الأسرار الإلهية»، وقد قدَّمه إلى السلطان عبد الحميد فأجازه عليه بالتدريس في مدرسة السيد سلطا علي ببغداد. (٢)

الطور الثالث: «نبذ التصوف جملة وتفصيلًا وجاهر بدعوته إلى توحيد الله بالعبادة»، بعد أبقي في الطور الثاني زهاء ثلاث سنوات تجلى له الإسلام الحقيق فانخلع مما كان عليه من العقائد الموروثة وتمسك بالكتاب والسُّنَّة وما كان عليه سلف الأمة، وحمل على أهل البدع والخرافات وعباد القبور حملة شعواء وكتب فيهم عدة رسائل وكتب


(١) محمود شكري الألوسي وآراؤه ص (٧٦ - ٧٧) بتصرف قليل.
(٢) انظر: أعلام العراق ص (٩٩).

<<  <   >  >>