للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعضها يبين فيها عقائدهم الفاسدة، وأخرى يدافع فيها عن بعض رموز الدعوة إلى توحيد الله.

وكانت بداية طوره الثالث سنة ١٣٠٦ هـ عندما أعلن دعوته صراحة وانحيازه لأهل التوحيد في كتابه «فتح المنان» (١) وكان قبل هذا التاريخ لا يجرؤ أن يبين وضوح دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أو يدافع عنه لكنه في هذا الكتاب يدافع عن الشيخ دفاعًا مستميتًا، ويوضح أن دعوته لم تخرج عن الكتاب والسُّنَّة.

ومما قاله دفاعًا عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وردًّا على من اتهمه بتكفير الناس: «والشيخ محمد بن عبد الوهاب كان من أحوط الناس في هذه المسألة، وقد سبق أول الكتاب بيان من يحكم عليهم بالكفر». (٢)

وقال في مكان آخر: «إن هذا العراقي (٣) الملحد الذي حادَّ الله ورسوله عبر عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بلفظ الدجال -والدجال اسم للكافر المعلوم- مع شهرة حال الشيخ وصلاح وقوة إيمانه وصلابة دينه، لم يأمر أحدًا بمنكر ولا بزور، بل كان يأمر بإحياء السُّنَّة وينهي عن الشرور، ويدعو إلى إخلاص التوحيد لله، وقطع الالتفات إلى ما سواه، وكان يأمر بالصدق والعفاف وصلة الأرحام وإكرام الضيف والأرامل والأيتام، وكان يعظم أنبياء الله ورسله وأولياءه العظام، ولم ينحرف عن جادة الشريعة المحمدية قيد شعرة، ومن


(١) محمود شكري الألوسي وآراؤه ص (٨٢).
(٢) فتح المنان ص (٤٣٧).
(٣) هو داود بن سليمان بن جرجيس.

<<  <   >  >>