للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"وصلَّى اللَّهُ على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلى آله وَصِحْبه وَسَلَّمَ:

جملةٌ خبريَّةٌ لفظًا، إنشائيةَّ معنًى، لقَصْد الدعاء، ولم تُذْكَرْ في الصَّدْر الأوَّل في صدر الرسائل؛ بل إنما حَدَثَتْ في زمن ولاية بني هاشِمٍ، - أعني: بني العباس.

واختلف في أوَّل من كَتَبَ هذا فقيل: السَّفَّاح (١)، وقيل: هارُونُ الرَّشِيدٌ (٢)، ثُمَّ مضى العمل على استحبابه، ومِنَ العلماء مَنْ يختِمُ بها الكتابَ أيضًا.

وفي عَطْفها على البَسْملة خلافٌ، ورأيتُ في "بدائع الفوائد" (٣) للحافظ


(١) هو أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي الهاشمي العباس المنصور ولد سنة خمس وتسعين هو مؤسس دولة بني العباس، قال الذهبي في "العبر": كان طويلاً مهيبًا أسمر خفيف اللحية، رجب الجبهة، وكان يخالط أبهة الملك بزي أولي النسك، ذا حزمٍ وعزم ودهاءٍ ورأيٍ وشجاعةٍ وعقل، وفيه جبروتٌ وظلم. اه مات سنة ثمان وخمسين ومئة، وله ثلاثٌ وستون سنة، وكانت خلافته اثنتين وعشرين سنة. انظر ترجمته في: "تاريخ الطبري" (٧/ ٤٦٩) "تاريخ بغداد" (١٠/ ٥٣) "العبر" (١/ ٢٢٨).
(٢) هو هارون بن المهدي محمد، بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي الهاشمي العباسي، روى عن أبيه وجده، ومبارك بن فضالة روى عنه: ابنه المأمون وغيره، قال الذهبي: كان من أنبل الخلفاء، وأحشم الملوك، ذاحج وجهاد، وغزوٍ وشجاعةٍ ورأي، قيل: إنه "كان يُصلي في خلافته في كل يوم مئة ركعة إلى أن مات، ويتصدق بألف، وكان يحبُّ العلماء، ويُعظم حُرمات الدين، ويبغض الجدال والكلام، ويبكي على نفسه ولهوه وذنوبه، لاسيما إذا وُعِظ".
توفي سنة ثلاث وتسعين ومئة وكانت خلافته، ثلاثًا وعشرين سنة انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد" (١٤/ ١٥) و"العبر" (١/ ٢٤٣) و"سير أعلام النبلاء" (٩/ ٢٨٦).
(٣) هو أحد كتب العلامة ابن القيم وقد حوى نكات وقواعد، في النحو واللغة وغيرهما، وهو مطبوع في مجلدين.

<<  <   >  >>