والفرق الكبير بين الجندي الجيد والجندي الرديء، هو أن الأول مطيع والثاني غير مطيع، أي أن الأول يتحلى بالضبط المتين، والثاني قليل الضبط، كما يعبر عن ذلك العسكريون المحدَثون.
وقد ضرب السلف الصالح أروع الأمثال بالطاعة لله ولرسوله ولأولي الأمر؛ وتاريخ الصدر الأول من الإسلام مليء بأمثلة الطاعة التي أدت بالكثير من المسلمين إلى التضحية بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله.
كما أن الفرق الكبير بين المدنيين والعسكريين، هو أن العسكريين يتحلون بالضبط المتين، ولا جيش بدون ضبط، ولا ينتصر جيش في الحرب على أعدائه بدون ضبط، مهما يكن حَسَن التنظيم، كامل التجهيز، جيد التدريب، قوي القيادة.
ب- ومن صفات الجندي الخالدة:"الصبر" على المشقات العسكرية وفي ميدان القتال.
وقد وردت كلمة (صبر) ومشتقاتها في ثلاث ومئة آية من آيات القرآن الكريم. قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ}[آل عمران ٣: ٢٠٠]، وقال تعالى:{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا}[البقرة ٢: ٢٥٠]، وقال تعالى:{سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}[الرعد ١٣: ٢٤]، وقال تعالى:{وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ}[النحل ١٦: ١٢٦]، وقال تعالى: