وما أصدق قولة خالد بن الوليد - رضي الله عنه -: "ما ليلة يُهدى إليّ فيها عروس أنا لها محب، أو أُبشّر فيها بغلام، أحب إليّ من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبّح بهم العدو، فعليكم بالجهاد"(١).
ذلك هو أثر الإيمان العميق في إعداد الجندي المسلم ليكون مقاتلاً رهيباً، لذلك كان خير القرون قرن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم الذي يليه والذي يليه كما قال عليه الصلاة والسلام، في المجالات كافة، ومنها المجال العسكري إعداداً وتربية عسكرية، وإصراراً على النصر وتعميقاً لإرادة القتال، وحرصاً على تطبيق الجهاد الإسلامي نصاً وروحاً.
[١٢ - المثال الشخصي]
أ) لقد كان قادة الفتح الإسلامي من الصحابة والتابعين مثالاً شخصياً يحتذي بهم جنودهم ويتأسى بهم الغالبون والمغلوبون على حد سواء.
كانوا التطبيق العملي للإسلام بما فيه من تكاليف الجهاد بالأموال والأنفس لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى. كانوا يسخِّرون مصالحهم الذاتية لمصلحة المسلمين العامة، وكانوا يؤثرون مصالح المسلمين على مصالحهم الذاتية.
لم تغيرهم المناصب، لأنهم كانوا أرفع من المناصب، ولم تغيرهم