ويتهادنوا فيما بينهم ويوجهوا جميع قواهم ضد العثمانيين.
وحشد أمراء إيطاليا قواتهم، ولكنهم لم يستطيعوا زعزعة العثمانيين عن مواضعهم.
وحشد السلطان الفاتح جيشاً ضخماً في (أسكدار)، وغادر السلطان القسطنطينية في أوائل الربيع من سنة ست وثمانين وثمانمئة الهجرية (١٤٨١م) ليتولى قيادة جيشه، ولكن المنية عاجلته في (أسكدار)، فمات القائد البطل وبقي الجنود بلا قيادة.
[٢٢ - وقع النعي]
كان قائد الحملة الإيطالية كدك أحمد باشا لا يزال في الميناء الألباني (فالو) يتهيأ للإبحار بجيشه الجديد إلى (أوترانتو) حينما بلغه نعي السلطان الفاتح، فعدل عن السفر وعاد أدراجه إلى القسطنطينية.
وما لبث أن ذاع نبأ الوفاة في الشرق والغرب، فأحدث دوياً هائلاً اهتزت له النصرانية والإسلام على السواء.
أما النصرانية فقد كانت هزتها هزة فرح وابتهاج، وتلقت النبأ كأحسن ما تتلقى أعظم البشرى. وكانت جزيرة (ردوس) لقربها من المدينة التي توفي فيها السلطان الفاتح أسبق إلى معرفة النبأ، فغمرها فيض من الغبطة والفرح لا يوصف، إذ كانت تتخوف من هجوم جديد يشنه عليها السلطان الفاتح بنفسه، فلم يكد يصل إليها نبأ وفاته حتى أمر رئيسها بإقامة صلوات الشكر على نجاتهم من هذا:"العدو المخيف".