وثمانمئة الهجرية (١٥ من حزيران - يونيو - ١٤٧٨م) استسلمت (كرويا) المدينة المنيعة الحصينة في ألبانيا للفاتح.
وفي اليوم الثالث من ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وثمانمئة الهجرية (٢٦ من كانون الثاني - يناير - ١٤٧٩م) وقع ممثل البندقية باسم حكومته معاهدة الصلح بينها وبين السلطان الفاتح، وبمقتضاها تخلت البندقية عن (أرجوس) و (نيجربون)، وسلمت (لنموس) وجميع ألبانيا ماعدا بضعة مواقع على الساحل، وتدفع للسلطان الفاتح تعويضاً حربياً قدره مئة ألف دوقة، وضريبة سنوية قدرها عشرة آلاف دوقة.
وكانت هذه الشروط هي الشروط التي أصر على فرضها السلطان الفاتح على البندقية ليقبل معاهدة الصلح معها.
وأصبح في وسع الأسطول العثماني بعد إبرام هذه الاتفاقية أن يجوب بحار المشرق بحرية وأمان، كما جعل كبرى الدول الإيطالية فوق ذلك طوع يدي الفاتح.
وفي اليوم الرابع من جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين وثمانمئة الهجرية (١١ من آب - أغسطس - ١٤٨٠م) استولى العثمانيون على مدينة (أوترانتو) الإيطالية. واستحوذ الفزع على البابا سيكست الرابع ولاح له أن روما ستسقط بيد العثمانيين كما سقطت القسطنطينية من قبل، وزاد في فزعه ما شاع من أن العثمانيين سينزلون في ساحل (مارس Marches) في وسط إيطاليا، فهمّ البابا بالفرار من إيطاليا، ولكنه تلبث
قليلاً، وأذاع على أمراء النصرانية رسالة يدعوهم فيها أن يتصافوا