صَلاَح الدّين الأيوبي قَاهر الصَليبيينَ ومحرّر بيت المقدسْ
[١ - أيامه الأولى]
كان صلاح الدين الأيوبي بطل معركة (حطِّين)، ومحرِّر بيت المقدس، وقاهر الصليبيين: حسنةً من حسنات نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي الشهيد، كما كان الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حسنة من حسنات أبي بكر الصدِّيق - رضي الله عنه -؛ لأنَّ نور الدين الشهيد هو الذي جمع الشمل ورصَّ الصفوف، ووحَّد العرب، ووجَّه المسلمين إلى حرب الصليبيين، وهو الذي "طبَّق ذكره الأرض بحسن سيرته وعدله، وكان من الزُّهد والعبادة على قدم عظيم، وكان يصلي كثيراً من الليل، وكان عارفاً بالفقه على مذهب أبي حنيفة، وليس عنده تعصُّب، وهو الذي بنى أسوار مدن الشام مثل دمشق وحمص وحماه وسيزر وحلب وبعلبك وغيرها، وبنى المدارس الكثيرة الحنفية والشافعية"(١)، وانتصر على الصليبيين في معارك كثيرة، واستعاد منهم كثيراً من المدن والمناطق الإسلامية، وبذلك مهَّد السبيل لصلاح الدين الأيوبي، وفتح أمامه الطريق الذي سلكه بعده.