وكانت الشمس قد بدأت تغيب، وفجأة هبَّت الريح من الجنوب قوية فنشرت السفن الخمس أشرعتها ومرقت من بين السفن العثمانية بخفّة واندفاع وانفلتت إلى (القرن الذهبي)، حيث أنزلت السلسلة الضخمة، ثم شدَّها الروم مرة أخرى ووصلت السفن الخمس سالمة.
وهكذا انتهت معركة (غلطه) البحرية بخسارة فادحة في السفن والبحارة العثمانيين، فخرج السلطان من الماء وقد ابتلَّت أطراف ثيابه وعلاها ماء البحر الممزوج بالدم، وعاد إلى معسكره وهو مُطرق في صمت رهيب.
أما سكان القسطنطينية فقد غمرتهم موجة من الفرح والاغتباط بما أحرزوه من نصر، وزاد أملهم وثقتهم في المستقبل، ولاح لهم أنهم سيهزِمون العثمانيين ويردُّونهم على أعقابهم عن أسوار القسطنطينية.
أما السلطان فقد أنَّب (بالطه أوغلي) وعزله من منصبه وعيَّن مكانه حمزة باشا.
كما استفاد الفاتح من مدفعيته، فضاعف قصفها للأسوار، في محاولة لرفع معنويات رجاله والتأثير في معنويات المدافعين عن القسطنطينية.
[١٢ - سفن البر]
أخذ السلطان يفكِّر في خطة تؤدي إلى إدخال سفنه في القرن الذهبي للسيطرة على هذا الميناء وحصار القسطنطينية من أضعف جوانبها وإضعاف الدفاع عن السور البري وتشديد المراقبة على سكان