للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مدينة (غلطه) من الجنويين الذين يعملون بوجهين: وجهٌ معه ووجهٌ مع أعدائه، ثم تسهيل المواصلات مع قاعدته في (رومللي حصار).

وقد حاولت السفن العثمانية مرات عديدة تحطيم السلسلة الضخمة القائمة عند مدخل الميناء فلم توفَّق، وكان أحد طرفي السلسلة يقع في شاطئ (غلطه) مدينة الجنويين، وكانت العلاقة بينهم وبين السلطان علاقة سلام وإن كانوا يميلون بعواطفهم إلى الروم ويتمنَّون لهم النصر.

ولاحت للسلطان فكرة بارعة هي نقل السفن العثمانية من مرساها في (بشكطاش) إلى (القرن الذهبي)، وذلك بجرِّها على الطريق البرّي الواقع بين الميناءين مبتعداً عن حيّ (غلطه) خوفاً على سفنه من الجنويين.

كانت المسافة بين الميناءين نحو ثلاثة أميال، ولم تكن أرضاً مبسوطة سهلة، بل كانت وهاداً وتلالاً.

وأمر الفاتح فعبّدت الأرض وسوِّيت، وأتى بألواح خشبية دُهنت بالزيت والشحم ورصفت على الطريق الممهَّد لها بطريقة تسهل انزلاق السفن عليها وجرّها، واختار السفن الخفيفة وأمر بتزليقها على هذه الألواح المدهونة فنشرت أشرعتها وجرّها العمّال فسارت وكأنَّها تجري على البحر.

وكان أصعب جزء من الطريق هو نقل السفن على انحدار التلال المرتفعة، إلاَّ أنَّه بصفة عامة كانت السفن العثمانية صغيرة الحجم خفيفة الوزن نسبياً.

<<  <   >  >>