للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في المَدينَة المنوَّرة

[١ - الأعمال التمهيدية]

قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وهو لا يملك ديناراً ولا داراً فيها، فنزل ضيفاً مكرّماً معززاً على أبي أيوب الأنصاري ستة أشهر (١)، أنجز خلالها بناء المسجد ومساكنه، وعمل في المسجد ليرغّب المسلمين في العمل (٢)، وجعل ينقل الحجارة بنفسه (٣)، فتمّ للمسلمين ببناء المسجد بناء (الثَّكْنَةِ) الأولى في الإسلام.

ولكي يتفرغ لقتال قريش دون أن تقلقه الجبهة الداخلية في المدينة المنورة، كتب كتاباً بين المهاجرين والأنصار من جهة وبين يهود من جهة ثانية، وادعهم وعاهدهم، وأقرّهم على دينهم وأموالهم، واشترط عليهم وشَرَطَ لهم (٤). وقد نصّت تلك المعاهدة بصراحة: "أنه لا يجوز لمشرك من أهل المدينة أن يجير مالاً لقريش ولا نفساً، ولا يحول دونه على مؤمن" (٥)، فاستطاع الرسول القائد عليه أفضل الصلاة والسلام بهذه المعاهدة أن يجعل أهل المدينة جميعاً على اختلاف أديانهم


(١) عيون الأثر (١/ ١٩٥).
(٢) سيرة ابن هشام (٢/ ١١٤) والسيرة الحلبية (٢/ ٧٦).
(٣) طبقات ابن سعد (١/ ٢٤٠).
(٤) انظر نص المعاهدة في: سيرة ابن هشام (٢/ ١١٩ - ١٢٣)، وسرح العيون
(١٩٧ - ١٩٨).
(٥) سيرة ابن هشام (٢/ ١٢١).

<<  <   >  >>