فقط، مذكراً أن العرب لو لم ينتصروا في الحروب ولم ترفرف راياتهم شرقاً وغرباً ولم يصبحوا أقوياء عسكرياً، لما أصبحت لهم مكانة بين الأمم في النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ لذلك يمكن القول: إن أثر الإسلام عسكرياً على العرب هو الأساس الأول لمكانتهم السامية بين الأمم، لأن الدول لا تحترم غير الأقوياء، وأن القوي وحده هو الذي يستطيع أن يؤثر في سير الأحداث العالمية، سواء أكان هذا التأثير هدفه الخير للعالم، أم كان هدفه الشر والخراب والدمار.
...
[(٢)]
كان للعرب في أيام الجاهلية مزايا متميزة: الذكاء الفطري، وحب الحرية والمساواة، والشجاعة والإقدام، والكرم والسخاء؛ فعمل الإسلام على تطوير هذه المزايا وصقلها، وأفاد منها في أيام السلم والحرب، ونجح في مسعاه أعظم النجاح.
وكان للعرب في أيام الجاهلية صفات رديئة: تفرُّق كلمتهم، وفقدان الضبط والنظام بينهم، وعبادة الأصنام والأوثان، وسيطرة روح القبيلة عليهم؛ فعمل الإسلام على محاربتها للقضاء عليها، وانتصر عليها انتصاراً باهراً.