كان الفرس مسيطرين على العراق ولهم نفوذ في اليمن، وكان الروم مسيطرين على أرض الشام، وحتى الأحباش كانت لهم صولة وجولة ومكانة في اليمن؛ فأصبح العرب بالإسلام سادة الفرس والروم، وسادة أمم أخرى لا تعد ولا تحصى من الصين شرقاً إلى فرنسا غرباً، ومن سيبيريا شمالاً إلى المحيط الهندي جنوباً.
وكان العرب أقل حضارةً ومدنيةً من الفرس والروم بخاصة، فأصبحوا بعد الإسلام قادة الحضارة العالمية ورواد المدنية في الدنيا.
وكانوا فقراء معدمين، يسكنون الخيام في الصحراء أو البيوت البسيطة في القرى والمدن، فأصبحوا بعد الإسلام أغنياء مترفين، يسكنون القصور والبيوت في الحواضر على ضفاف الأنهار.
وكانوا من الناحية العسكرية لا يطمعون أن يحموا أرضهم من الفرس والروم وحتى من الأحباش، فأصبحوا بعد الإسلام لا يطمع أحد في حماية أرضه من قوتهم القاهرة التي ملأت الأرض سماحة وعدلاً.
لقد كان للإسلام أثر، أي أثر في العرب، بدَّل حالهم إلى أحسن حال، وجعل منهم أمة لها مكانتها ولها اعتبارها ولها تأثيرها في سير الأحداث العالمية الكبرى، ولها كلمتها المسموعة بين الأمم.
ولعل الباحثين المنصفين من المسلمين وغير المسلمين، يستطيعون أن يقولوا كثيراً عن أثر الإسلام في العرب سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.
ولكنني سأقتصر على أثر الإسلام في العرب من الناحية العسكرية