وقد يتبادر إلى الأذهان أنّ المصادر العربية والإسلامية وحدها تثني على صلاح الدين وعلى أعماله البطولية وتسجل تاريخه بمدادٍ من نور.
والواقع أنّ هذه المصادر لم تخلد في تاريخها وعلى صفحاتها غير الذين وحدوا من أجل الجهاد وجاهدوا من أجل التوحيد.
ومنذ جاء الإسلام، وبدأ الفتح الإسلامي العظيم، وأصبحت للمسلمين دولة عظيمة لا تغيب الشمس عن أرضها، حتى ضعف المسلمون وتداعت عليهم الأمم من كل جانب إلى يومنا هذا، حكم العربَ والمسلمين، كثيرٌ من الخلفاء والملوك والأمراء والحكام والرؤساء والقادة، فلم تذكر المصادر العربية والإسلامية من هؤلاء بالثناء العاطر في صفحاتها المشرفة الخالدة، غير الذين وحدوا من أجل الجهاد وجاهدوا من أجل التوحيد.
وهؤلاء الذين خلَّدتهم تلك المصادر بحق، يُعَدُّون على الأصابع، أما سائر ذوي السلطان والجاه فقد نسيهم التاريخ أو ذكرهم في صفحاته المظلمة، ولو نسيهم أسوة بغيرهم لكان خيراً لهم.
ولا عبرة بالكتب التافهة التي سطرها المنافقون والتافهون في أيامهم على صفحات الكتب نفاقاً وارتزاقاً أو على صفحات الصحف والمجلاَّت تزلُّفاً واختلاقاً. فقد حكم الناس بالموت على تلك الكتب القديمة والحديثة وهي في مهدها، كما حكموا على الصحف والمجلاَّت الحديثة بالاستخفاف والازدراء.