للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مستهل]

توقف الفتح الإسلامي العظيم سنة أربع وتسعين الهجرية (٧١٢م) كما ذكرت سابقاً، وأصبحت معارك المسلمين بعد ذلك معارك دفاعية، عدا فتح مناطق من أوروبا في عهد العثمانيين. ومع ذلك فكل القادة الذين انتصروا في صدّ غارات المعتدين أو فتحوا بلاداً جديدة، كانوا متدينين إلى أبعد الحدود، وكانوا أمثلة شخصية لرجالهم في التدين والعمل الصالح.

ولست أعرف قائداً واحداً انتصر انتصاراً حقيقياً كان له أثر سَوْقِيّ (استراتيجي) في مصير الأمة والوطن وكانت له نتائج حاسمة دفاعاً عن الدين أو حماية للبلاد من خطر داهم، إلا وكان هذا القائد متديناً غاية التدين.

ويكفي أن أذكر من هؤلاء القادة المنتصرين أسد بن الفرات فاتح جزيرة (صقلية)، وصلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين، وقطز قاهر التتار، ومحمداً الفاتح فاتح القسطنطينية.

إن انتصارات هؤلاء القادة كانت لها آثار مصيرية كما هو معلوم، وسندلِّل على ذلك بما يتسع له المجال في هذا الكتاب، فهي انتصارات سَوْقية (استراتيجية) وليست انتصارات تعبوية (تكتيكية).

<<  <   >  >>