وكل قائد يستطيع أن يحرز انتصارات تعبوية، ولكن أثرها لا يبقى طويلاً، فهي كالحريق في الهشيم يبدو قوياً ساطعاً لأول وهلة ثم يخبو فلا يبقى منه غير الرماد.
ولكن ليس كل قائد يستطيع أن يحرز انتصارات سوقية، ذات أثر باق، فهي كالطود الشامخ تتحطم على صخوره الأجيال.
ومن الطبيعي أن كثيرين من القادة العرب والمسلمين أحرزوا انتصارات تعبوية منذ انحسار مد الفتح الإسلامي حتى اليوم، وقد يكون هؤلاء متدينين وقد يكونون غير متدينين، ولكن لا قيمة لانتصاراتهم لأنها محلية ووقتية وليست مستدامة ومصيرية، فلا يقولنّ قائل: كيف انتصر غير المتدينين منهم؟ إن العبرة بالانتصارات السوقية، التي رفعت شأن العرب والمسلمين، وكانت لها نتائج مصيرية وآثار حاسمة، ولا تزال نتائجها ظاهرة للعيان، وآثارها باقية ملموسة ... وهذه الانتصارات أحرزها القادة المتمسكون بأهداب الدين الحنيف، ولم يحرزها القادة المتفسخون الذين تخلوا عن تعاليم الإسلام أو تهاونوا في التمسك بتعاليمه.
إني أتحدى كل من يستطيع أن يذكر قائداً عربياً واحداً أو قائداً