عقد حلف مع التتار، يقوم على أساس القضاء على المسلمين كافة في آسيا، وتسليم هؤلاء الأمراء بيت المقدس.
ويقول (دي ميسنيل) في كتابه عن تاريخ التبشير: "إن المسيحيين
هم الذين حرَّضوا هولاكو على الرحيل عن سورية إلى بلاده ومحاربة أخيه هناك بسبب موالاته للإسلام".
وأخيراً انتهى أمل الصليبيين بدخول التتار في الإسلام، وفي ذلك يقول الأسقف (دي ميسنيل) واصفاً هذه الخاتمة: "وهكذا نرى الإسلام الذي كان قد أشرفت قوته على الزوال، يستردّ مكانته، ويستعيد قوَّته، ويصبح أشدّ خطراً من ذي قبل"(١).
لقد كانت مهمة قطز صعبة جداً، لأنه كان عليه أن يواجه الخطر الداخلي المتمثِّل بالارتباك والفوضى في نظام الحكم والصراع على السلطة. وفي نفس الوقت كان عليه أن يواجه الخطر الخارجي المتمثِّل بالغزو التتري الداهم المتحالف مع الصليبيين في الغرب والشرق على حدٍّ سواء.
كل ذلك يجعلنا نقدر أعظم التقدير إقدام قطز على تحمُّل المسؤولية المباشرة دفاعاً عن الإسلام والمسلمين في أحرج فترة من فترات التاريخ.
[٤ - زحف التتار]
قبل مغادرة هولاكو سورية، أرسل رسولاً من رجاله وبرفقته
(١) انظر التفاصيل في: الشرق والغرب من الحروب الصليبية إلى حرب السويس - المرحلة الأولى في الصراع بين الشرق والغرب ٦٧ - ٧٠.