وفي يوم الأحد الرابع من جمادى الأولى (يوم ١٤ مايس - مايو) نقل محمد الفاتح مدافعه من هضاب (غلطه) لتساعد المدفعية الموجودة عند باب (القدّيس رومانوس)، وليضاعف قصف أضعف نقطة في السور البري. وقد قاوم المدافعون مقاومةً باسلة، وسدُّوا الثغرات التي أحدثتها مدفعية العثمانيين في السور.
[١٥ - الحرب النفسية]
إلى جانب هذه الهجمات التي قامت بها القوات العثمانية في البر والبحر، كان الفاتح يفاجئ عدوه من حين لآخر بفن جديد من فنون القتال والحصار وحرب الأعصاب.
فقد سمع المحصورون من سكان القسطنطينية ذات ليلة يوم ١٦ مايس (مايو) ضربات شديدة تحت الأرض، أخذت تعلو وتقترب شيئاً فشيئاً كأنها تتلمَّس طريقاً للخروج.
وحُمِل هذا الخبر إلى قسطنطين وقادته، فخفُّوا إلى مصدر الضربات، وهناك أدرك المهندسون الروم لأول وهلة أن العثمانيين يحفرون أنفاقاً خارج السور ليدخلوا المدينة من تحت الأرض.
وأمر قسطنطين أن يحفر الروم نفقاً باتجاه نفق المسلمين إلى مسافة بعيدة، حتى إذا التقى النفقان خرج العثمانيون بدورهم من نفقهم لخوض معركة، خاضوها في أرض حددها لهم العدو. وكان العثمانيون لا يعلمون شيئاً عما يدبَّر لهم، فاستمروا يحفرون بعزم ودأب. وما إن وصلوا إلى الفجوة التي حفرها الروم حتى تملَّكهم الفرح وظنُّوا أنهم