للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تنظيمات رائعة للتجنيد والإعفاء من الخدمة العسكرية ودعوة الاحتياط وإعلان الحرب وتطهير الجيش من غير العقيديين، وعلَّم الجيش أهم الأساليب التعبوية التي يمارسها في القتال.

لا عجب بعد ذلك، أن يبشِّر الرسول القائد عليه أفضل الصلاة والسلام، جيش المسلمين في كل زمان ومكان، بأنهم إذا طبقوا تعاليم الإسلام العسكرية نصاً وروحاً، فإنهم لن يغلبوا من قلة أبداً إذا كان تعداد جيشهم يبلغ اثني عشر ألف رجل.

[٣ - الحرب العادلة]

ولكن الإسلام لم يكتفِ ببناء الرجال ليكونوا أعضاء نافعين في جيش المسلمين، ولم يكتفِ بإعداد جيش المسلمين مادياً ومعنوياً، بل حرص على تطبيق: (الحرب العادلة) (١) في الجهاد.

ومن المعروف أن الجيش الذي يخوض حرباً عادلة، لإحقاق الحق وإزهاق الباطل والدفاع عن حرية نشر الدعوة وتوطيد أركان السلام، دون أن يظلم رجاله أحداً من الناس، فإن ذلك الجيش يستقتل في حربه ولا بد أن ينتصر.

حذر القرآن الكريم من انتهاز غفلة العدو المعاهَد وأخذه على غرة غدراً، قال تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} [الأنفال ٨: ٥٨].


(١) الحرب العادلة: حرب تُوَجَّه ضد شعب ارتكب ظلماً نحو شعب آخر ولم يشأ رفعه، ويشترط فيها أن تكون مطابقة للقواعد الإنسانية وتكون لغرض تحقيق سلم دائم، ووجوب احترام حياة وأملاك الأبرياء وحُسْن معاملة الأسرى والرهائن. انظر التفاصيل في (قانون الحرب والحياد في القوانين الدولية).

<<  <   >  >>