للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورأى السلطان الفاتح أنَّ الطريق إلى القسطنطينية من ناحية الدردنيل لا تزال مفتوحة، تدخل منها السفن المعادية وتخرج في حرية تامة، فأمر بالإسراع في بناء سفن جديدة وإصلاح السفن القديمة وحشدها في بحر مرمرة لمنع أي سفينة معادية من تموين القسطنطينية، وقد بلغ عدد هذه السفن على اختلاف أنواعها وأحجامها أربعمئة سفينة (١)، كان المسلَّح منها تسليحاً تاماً اثنتي عشرة سفينة فقط.

وفي يوم الجمعة العشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين وثمانمئة الهجرية (٣٠ من آذار - مارس - ١٤٥٣م) كان الفاتح قد أتمَّ استعداداته العسكرية: طهَّر المنطقة المحيطة بالقسطنطينية من العدوّ وسيطر عليها وضمن عدم معاونة الدول المسيحية القريبة من القسطنطينية لها عند نشوب القتال، وكدَّس الأسلحة والعتاد والذخيرة والقضايا الإدارية وسيطر على المنافذ المائية للقسطنطينية، وحشد القوات المسلَّحة النظامية وغير النظامية، وحرَّض قوَّاته على القتال، وبثَّ فيهم روح الجهاد، ورفع معنوياتهم بالعقيدة الراسخة المستمدَّة من تعاليم الدين الحنيف.

[٩ - الزحف]

زحف محمد الفاتح بجيشه إلى القسطنطينية، وما إن وصل إلى مشارف المدينة حتى خطبهم خطبة بليغة حثَّهم فيها على الجهاد وصدق القتال، وقرأ عليهم في ذلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المبشّرة بفتح القسطنطينية، وأبان لهم أي أجر يحوزون بفتحها الذي سيعزّ


(١) هناك تقديرات أخرى تذكر أن عدد السفن بين ٣٥٠ إلى ٣٠٠ إلى ٢٥٠.

<<  <   >  >>