للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(١٢٥٩ م)، ثم جاوزوا الفرات ونزلوا على (حلب) في سنة ثمان وخمسين وستمئة الهجرية (١٢٦٠ م)، واستولوا عليها وأحرقوا المساجد وجرت الدماء في الأزقَّة.

ووصل التتار إلى دمشق، وسلطانها الناصر يوسف بن أيوب، فخرج هارباً وخرج معه أهل القدرة (١)، ودخل التتار إلى دمشق وتسلموها بالأمان، ثم غدروا بأهلها.

وتعدَّوا دمشق، فوصلوا إلى (نابلس) ثم إلى (الكرك) وبيت المقدس (٢)، وتقدَّموا إلى (غزة) دون أن يلقوا مقاومة تُذكر. واضطر هولاكو فجأة إلى مغادرة سورية بعد أن جاءته الأخبار بوفاة أخيه الأكبر (منكوقاآن) في الصين، وبتنازع أخويه الآخرين (قوبيلاي) و (أريق بوكا) ولاية العرش (٣).

وقد استثمر التتار (حرب الصاعقة) التي تعتمد على سرعة الحركة، كما استثمروا (حرب الأعصاب) إلى أقصى مدى، فنشروا الذعر والخوف من بطشهم في كل مكان، وحيثما اتَّجهت قواتهم كانت تسبقهم الأقاصيص عن طغيانهم وقسوتهم ومذابحهم (٤).

٣ - موقف أوروبا: وفرحت أوروبا المسيحية بانتصار التتار، فقد كانوا من أصدقاء


(١) أهل القدرة: أهل اليسار، أي الأغنياء.
(٢) عجائب الآثار ١/ ٥٢ - ٥٣.
(٣) انظر التفاصيل في كتاب السلوك للمقريزي ١/ ٤٢٧ - ٤٢٩.
(٤) الجيش المصري في العصر الإسلامي ٢/ ٦٦.

<<  <   >  >>