إن تراثنا العربي الإسلامي، عريق جداً في ذكر صفات القائد بكل دقة وشمول، بحيث يَعجب المتتبع لهذا التراث بأصالة بحوثه العسكرية ودقتها وشمولها، وحتى ليخيل إليه أن صفات القائد في تراثنا أكثر دقة وأعمق تفصيلاً وأشمل بحثاً مما هي عليه في الكتب الأجنبية الصادرة في القرن العشرين.
إن العرب قادوا الحضارة العالمية قروناً طويلة، وحين كان العرب في المشرق والمغرب يعيشون بنور العلم والمعرفة، كان الغرب في ظلام الجهل والتخلّف.
وقد كانت آثار العرب العلمية التي انبعثت من الأندلس إلى أوروبا، وآثارهم التي اقتبسها الصليبيون من المشرق العربي في أيام الحروب الصليبية ويمَّموا بها شطر بلادهم، هي الأسس الرصينة لحضارة أوروبا منذ عصر النهضة حتى اليوم.
ومن هذه الحضارة العربية الإسلامية العريقة: العلوم العسكرية، فقد اقتبسها الأوروبيون من العرب ثم طوّروها، فأصبحت شاهقة البنيان على أسس عربية إسلامية متينة.