للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وانتهز الصليبيون سنة سبعين وخمسمئة الهجرية (١٧٧٤م) استِعار ثورة داخلية في منطقة (أسوان)، فطمعوا في غزو مصر وأنزلوا قواتهم في الإسكندرية، ولكن صلاح الدين أمدَّ الإسكندرية بالقوات المسلَّحة، فهرب الصليبيُّون بعد نزول قواتهم بثلاثة أيام (١) فقط.

[٤ - في دمشق]

وارتبكت أمور بلاد الشام بعد موت نور الدين الشهيد، لأن خَلَفَهُ الملك الصالح إسماعيل كان طفلاً لا ينهض بأعباء المُلك ولا قدرة له على صد الأعداء. لذلك قصدها صلاح الدين سنة سبعين وخمسمئة الهجرية بقوات كبيرة، فدخل دمشق بدون مقاومة (٢).

وفي سنة ثلاث وسبعين وخمسمئة الهجرية (١١٧٧م) قصد حرب الصليبيين، ولكنه اندحر في معركة (الرملة)، لأن الصليبيين باغتوا جيشه قبل إكمال تَعْبِيَتِهِ في ميدان القتال (٣)، فتعلَّم صلاح الدين من هذه المعركة دروساً عملية: إكمال استعدادات المعركة قبل خوضها، وأساليب قتال الإفرنج، وأهمية الحذر الشديد واليقظة في حربهم.

وعاد إلى مصر لإكمال إعداد قواته، ثم عاد إلى أرض الشام، ومنها أجرى بعض المعارك لتوحيد أرض الشام وجزيرة ابن عمر تحت قيادته، كما قاتل الإفرنج في بعض الغزوات وانتصر عليهم انتصارات تعبوية (٤).


(١) انظر التفاصيل في: النوادر السلطانية ٤٨ - ٤٩.
(٢) النوادر السلطانية ٥٠.
(٣) النوادر السلطانية ٥٣.
(٤) انظر التفاصيل في: النوادر السلطانية ٥٤ - ٧٥.

<<  <   >  >>