العثمانية وخنجراً مسموماً لطعنها من الخلف في أخطر الظروف والأحوال (١).
كان لا بدَّ من وضع حدٍّ نهائي لمشكلة القسطنطينية، وكان أمر فتحه بالنسبة للدولة العثمانية قضية حياة أو موت.
ولكن السلطان الفاتح كان ملتزماً بعهدٍ قطعهُ على نفسه في بداية حكمه لقسطنطين: أن يسالمه ولا يحاربه إذا التزم قسطنطين بهذا العهد. ونقض قسطنطين العهد، فتحلَّل محمد الفاتح من عهده، فندم قسطنطين ولات ساعة مندم، وشعر بما يعدّه الفاتح، فتملَّكه الفزع واستخذت قواه وكفَّ عن تهديداته، بعد فوات الأوان.
[٦ - التمهيد للفتح]
كانت مجمل خطة محمد الفاتح لفتح القسطنطينية: عزلها بقطع الاتصال بينها وبين البلاد الأخرى، وتطويقها بقوات جسيمة، والتضييق عليها بالحصار المديد، ودكّ حصونها بالمدفعية، ثم القيام بهجوم وإدامة زخم الهجوم، حتى تستسلم المدينة.
وقد توقَّع محمد الفاتح أن تهب أوروبا المسيحية لنجدة قسطنطين، فكان أول ما قام به الفاتح من استعدادات عقد اتفاقات سلمية مع البندقية والمجر والأفلاق والبوسنة وغيرها من الدول والإمارات، وعقد هدنة مع هونياد المجري لمدة ثلاث سنوات.
وشرع في بناء قلعة منيعة على الشاطئ الأوروبي من البسفور بإزاء