للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(٣)]

وربما يكون الألمان أكثر الغربيين تمسكاً بالتقاليد العسكرية التي هي مُثُلٌ عليا متمثلة بالصدق والاستقامة والشهامة والشجاعة والشرف الرفيع.

والمبادئ الخلقية التي تحدَّثنا عنها سابقاً تنطبق تمام الانطباق على ما يؤمن به العسكريون الألمان، وقد وصف مؤلف كتاب (المشير فون رونشيتد) وهوالقائد الألماني الذي كان من أبرز قادة الألمان في الحرب العالمية الثانية، بأنه كان ملتزماً بالفضيلة والدين، وأن أصدقاءه المفضلين لديه القريبين من نفسه هم رجال الدين في كل بلد يحل فيه وكل مدينة يحتلها شرقية كانت أو غربية: يحترمهم أعظم الاحترام ويقدرهم أعمق التقدير، ويصغي إلى نصائحهم ويعمل بها، ويستمع إلى آرائهم الدينية ويناقشها، ويسعد بلقائهم وصحبتهم - حتى في أحرج الظروف الحربية.

وكان أول عمل يبدأ به بعد احتلال مدينة من المدن، هو السؤال عن الكنيسة والذهاب إليها، فإذا علم بأن البلد محرومة من الكنائس أو أن كنائسها مغلقة بسبب ظروف الحرب أو لأسباب أخرى، بادر إلى الأمر بفتحها وإقامة الشعائر الدينية فيها للناس.

وقد يتساءل المتسائلون: "كيف انتصر الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية وهم لا يؤمنون بالدين"؟!.

<<  <   >  >>