للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النماذج الصغيرة لعديد من الكنائس.

يقول الأسقف (دي مسنيل Du Mesnil) نائب مدير البعثات التبشيرية في روما، في كتابه عن الكنيسة والحملات الصليبية: "اشتهر هولاكو بميله إلى المسيحيين النسطوريين، وكانت حاشيته تضم عدداً كبيراً منهم، من بينهم قائده الأكبر (كتبغا)، وهو تركي الجنس مسيحي نسطوري، كما كانت الأميرة (دوكس خاتون) زوجة هولاكو مسيحية أيضاً. وقد لعب نفوذ الأميرة على زوجها دوراً خطيراً تفخر به الكنيسة في تجنُّب أوروبا المسيحية أهوال الغزو التتري وتوجيه غزوهم إلى العرب والمسلمين في الشرق العربي، حيث ذبحت قوات التتار العرب والمسلمين في مذابح بغداد، في الوقت الذي أبقت فيه على المسيحيين في تلك المدينة، فلم تمسَّهم في أرواحهم أو أموالهم بأذى، كما لعبت الأميرة دوراً في إغراء زوجها باحتلال سورية الإسلامية".

ويصف الأسقف حملة التتار فيقول: "لقد كانت الحملة التترية على الإسلام والعرب حملة صليبية بالمعنى الكامل لها، حملة مسيحية نسطورية. وقد هلَّل لها الغرب وارتقب الخلاص على يد هولاكو وقائده المسيحي (كتبغا)، الذي تعلَّق أمل الغرب في جيشهما، ليحقِّق له القضاء على المسلمين، وهو الهدف الذي أخفقت في تحقيقه الجيوش الصليبية، ولم يعد للغرب أمل في بلوغه إلاَّ على أيدي التتار خصوم العرب والمسلمين".

وقد بادر (هاتون الأول) ملك أرمينية و (بوهومونت السادس) أمير طرابلس، وأمراء الإفرنج في صور وعكا وقبرس؛ بادر هؤلاء إلى

<<  <   >  >>