للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد تمَّ للسلطان نقل السفن في ليلة واحدة هي ليلة ٢١ - ٢٢ نيسان (أبريل سنة ١٤٥٣ م)، وكان مجموع ما نُقل في تلك الليلة سبعين سفينة نقلت من البسفور إلى القرن الذهبي عبر الطريق البرّي.

وقد صرف الفاتح أنظار الروم في القسطنطينية والجنويين في (غلطه) وهم أقرب الناس إلى اكتشاف نقل السفن، فقد نصب على الهضاب الواقعة خلف أسوار (غلطه) كثيراً من المدافع فقصفت ميناء (القرن الذهبي) بخاصة قصفاً مركّزاً طيلة يوم ١١ نيسان - أبريل -، وقد أصيبت إحدى سفن الروم فغرقت، كما احتمت بقية السفن بأسوار (غلطه). وفي نفس الوقت حاولت السفن العثمانية عدَّة مرَّات اقتحام السلسلة القائمة عند مدخل القرن الذهبي دون جدوى.

كما ضاعفت المدفعية القائمة تجاه السور البرّي للقسطنطينية قصفها الشديد ليلاً ونهاراً.

وقد نجحت هذه الخطة في صرف انتباه الروم والجنويين عما كان يجري من نقل السفن برّاً، لذلك لم يحاول أحد عرقلة نقلها بهجوم مضاد أو قصف بالمدفعية.

كانت هذه الخطة الجريئة الحصيفة مباغتة كاملة للروم، مع أن فكرة نقل السفن برّاً فكرة قديمة استخدمت في الماضي، ولكن تطبيقها وتنفيذها بهذه السرعة وبهذه الدقة وبهذا الكتمان جعلها مباغتة للروم أثَّرت في معنوياتهم أسوأ تأثير.

فقد استيقظ أهل القسطنطينية في صباح يوم ٢٢ نيسان - أبريل - على صيحات المسلمين: "الله أكبر ... الله أكبر"، تمتزج بأنغام

<<  <   >  >>