(١٤٧٣م) تلقى (موسينجو) أمراً بأن يتبع في حملته القادمة الأوامر التي يصدرها الأمير التركماني الخائن أوزون حسن ويحاول الاتصال به، فواصل تخريباته في آسيا الصغرى التي كان يصحبها دائما أشد ضروب القسوة والفتك والتدمير وانتهاك المحرمات والمقدسات.
ولكن (موسينجو) عاد إلى جزيرة (قبرس) بعد أن جاءه نبأ هزيمة أوزون حسن التي أدت إلى وقف الحملات النصرانية البحرية على مدن آسيا الصغرى.
وطلب الفاتح إعداد ثلاثمئة سفينة للقيام بغزوة جديدة، وأمر بالتقدم نحو شبه جزيرة القريم في السادس والعشرين من محرم الحرام سنة ثمانين وثمانمئة الهجرية (أول حزيران - يونيو - ١٤٧٥م)، ففتح مدينة (كفه) وهي أكبر قاعدة تجارية للجنويين في القريم، وفتح شبه جزيرة القريم بسهولة.
وبسيطرة العثمانيين على القريم وسيطرة أسطولهم على البحر الأسود، أصبح هذا البحر بحيرة عثمانية لا ينازعهم في سيادتها منازع.
وبقي أمام السلطان الفاتح ألد أعدائه: البندقية.
وهاجم الفاتح المدن التي تخضع للبنادقة، بل هاجمهم في عقر دارهم، فاجتمع مجلس الشيوخ وقرر عقد صلح مع الفاتح وذلك يوم (٢ من مايس - مايو - ١٤٧٨م)، ولكن موافقة البندقية على شروط الفاتح جاءته متأخرة، لأنه كان في طريقه على رأس جيشه إلى (ألبانيا).
وفي اليوم الرابع عشر من ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين