للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي بذلها البابا عن تكوين حلف ثلاثي بينه وبين البندقية ونابولي عرف باسم حلف (كارافا Garaffa) ، وهو اسم المندوب البابوي الذي إليه يرجع أكبر الفضل في عقده.

وكانت البندقية قد أرسلت أسطولها البحري إلى الشرق بقيادة (بترو موسينجو)، وقد وجَّه حملته هذه نحو آسيا، حيث يكون أغلب سكانها من المسلمين. وتشجيعاً لجنوده وعد بأن يمنح دوقة ذهبية مكافأة لكل من يأتيه برأس مسلم، وهي مكافأة سخية مغرية أدت إلى قتل آلاف من نصارى الروم وقدمت رؤوسهم على أنها رؤوس مسلمين! ووعد بمنح ثلاث دوقات ذهبية لمن يأتيه بأسير رجلاً كان أو امرأة.

وكان (موسينجو) قد قام بتخريبات واسعة النطاق في شواطئ آسيا الصغرى، عندما جاءته في أوائل محرم الحرام سنة سبع وسبعين وثمانمئة الهجرية (منتصف حزيران - يونيه - ١٤٧٢م) أمداد من السفن: ست عشرة منها أرسلتها نابولي، وتسع عشرة أرسلها البابا. وانضمت إلى هذا الأسطول الصليبي بعد ذلك سفينتان لرودس، فبلغت وحداته بذلك خمساً وتسعين سفينة.

أغارت هذه السفن على (انطالية) وهي مدينة تجارية كبيرة في جنوب آسيا الصغرى حافلة بمختلف البضائع، وأغارت على شواطئ (أيونيا)، وأغارت على (أزمير)، فدمروا المساجد والكنائس وقتلوا المسلمين والمسيحيين.

وفي السنة التالية أي سنة ثمان وسبعين وثمانمئة الهجرية

<<  <   >  >>