وخصوصاً مونتكومري؛ بأن كثيرين من الشرقيين أو البارزين منهم يفصلون العقيدة عن القيادة، والأخلاق الفاضلة عن الجندية المجاهدة، ويحسبون أنهما لا يتلازمان؛ وأن القائد المنتصر قد يكون غير متدين، وسكيراً، يعربد، ولا يؤمن، ولكنه يجيد فنون الحرب، وإلى سير قواد الغرب يرددون ذلك. وإذا كان بعض القواد انتصر في بعض المواقع مع أنه منحرف في دينه وخلقه، فإن ذلك لا يعد نظاماً مطرداً؛ بل هو نتيجة خطأ العدو، وليس ثمرة قيادة حكيم.
وضرب الكاتب الكبير بسيف الفضيلة، تلك الترهات الباطلة.
وفوق ذلك فإن ما ذكره من سيرة القواد العظام، وخصوصاً مونتكومري وديجول، من أخبار، وما نقله من أقوال لهما ولغيرهما:
يدل على أن الأخلاق الفاضلة للقائد والجند -بل للشعب نفسه- هي أساس النجاح في الحروب؛ فلا نجاح لقائد لا أخلاق له.
٦ - وإن الاستمساك بالفضائل في القائد قد وضحه مونتكومري في عبارات نيّرة واضحة يدركها المؤمنون مثال كاتبنا الكبير اللواء الركن خطاب.
وخلاصة ما يدعو إليه مونتكومري كما يتبيّن من كتابه:
أولاً- أن العقيدة في القائد المؤمن بعقيدته هي سر نجاحه، وهي التي تدفعه إلى الجهاد؛ لأن المحارب يتقدم بنفسه لحماية مجتمعه، فلا بد أن تكون له قوة تحمله على تقديم نفسه في سبيل مثل عالية تجعله يقدم نفسه راضياً مطمئناً.
وثانياً- بأن العقيدة تدفع إلى العدل، ولا يدفع الجندي إلى